توفي الموسيقار اللبناني زياد الرحباني بعد صراع مع المرض، حيث كشفت مصادر مقربة أن سبب وفاته كان نتيجة لمضاعفات تليف الكبد. هذا الخبر أثار موجة من الحزن والأسئلة حول هذا المرض الصامت الذي غالبًا لا يُكتشف إلا في مراحله المتأخرة.
ما هو تليف الكبد؟
يُعد تليف الكبد حالة مزمنة تؤدي إلى تلف دائم في خلايا الكبد، حيث تتكون أنسجة ليفية غير طبيعية تعيق القدرة على أداء وظائفه الحيوية مثل تنقية الدم من السموم، هضم الدهون، وتخزين الفيتامينات. يسبب ذلك تدهورًا تدريجيًا في صحة الكبد وضعف وظائفه، مما قد ينتهي بالفشل الكبدي إذا لم يُعالج بشكل مناسب.
أعراض تليف الكبد
عادة لا تظهر أعراض واضحة في البداية، لكن مع تقدم الحالة قد تظهر علامات مثل الإرهاق والضعف العام، اصفرار الجلد والعينين وهو ما يعرف باليرقان، وتورم البطن نتيجة احتباس السوائل. من الأعراض الأخرى فقدان الشهية، فقدان الوزن، نزيف أو كدمات بسهولة، حكة الجلد، واضطراب الوعي أو النعاس نتيجة الاعتلال الدماغي الكبدي.
أسباب الإصابة بتليف الكبد
تتسبب الفيروسات، السموم الناتجة عن الأدوية أو الملوثات، وأمراض الكبد الوراثية أو اضطرابات المناعة في تلف الكبد. من بين الأمراض التي تؤدي إلى التليف التهاب الكبد أ، ب، ج، بالإضافة إلى تعرض الكبد لمواد مسممة أو الكحول. بعض الأمراض الوراثية مثل داء ترسب الأصبغة الدموية ومرض ويلسون تساهم أيضًا في تطور الحالة. تتضرر خلايا الكبد بشدة ويتم استبدالها بأنسجة ندبية تؤدي إلى إبطاء تدفق الدم والسوائل، وتعيق وظيفة الكبد في تنظيف السموم.
هل يوجد علاج لتليف الكبد؟
لا يوجد علاج شامل للتليف في مراحله المتقدمة، ولكن يمكن السيطرة على أسباب المرض وتقليل تطوره من خلال علاج الفيروسات المضادة، والتحكم في الوزن، ومعالجة مرض السكري المرافق، وزراعة الكبد عند الحاجة في الحالات الحرجة. العلاج يهدف بشكل رئيسي إلى الحد من الضرر والتعايش مع الحالة بدل علاجها نهائيًا.
طرق الوقاية من تليف الكبد
يُعتبر التطعيم ضد فيروسات الكبد أحد أهم طرق الوقاية، بالإضافة إلى الالتزام بالأكل الصحي وممارسة الرياضة. كما ينبغي إجراء فحوصات دورية لوظائف الكبد خاصة لمرضى السكري والسمنة، وتجنب مشاركة الأدوات الحادة للحد من انتقال العدوى. من المهم جدًا عدم شرب الكحول والحذر في التعرض للملوثات أو تناول الأدوية بشكل غير منظم، لضمان حماية الكبد من التلف والتدهور الصحي.