رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

دراسة تؤكد: مريضات تكيس المبايض أكثر عرضة للقلق والتوتر والاكتئاب

شارك

تؤكد الدراسات الحديثة أن متلازمة تكيس المبايض لا تقتصر على تغيير التوازن الهرموني واضطرابات الدورة الشهرية فحسب، بل تتعداه لتسبب تأثيرات نفسية عميقة قد تغفل عنها الكثير من النساء. فقد أظهرت أبحاث أن النساء المصابات يعانين من مستويات عالية من التوتر والقلق، ويبلغن عن وجود أعراض اكتئاب واضحة، وقد أثبتت دراسة من جامعة فيينا الطبية أن هذه الحالة النفسية تؤثر على جودة حياتهن بشكل ملحوظ، حتى بعد تصحيح العوامل البدنية مثل الوزن والعمر. من المهم أن نعرف أن الجانب النفسي من متلازمة تكيس المبايض غالبًا ما يُهمل رغم تأثيره النفسي القوي على المريضات.

تغيرات فسيولوجية تؤثر على الحالة النفسية

تؤدي اضطرابات الهرمونات في الجسم إلى تغيرات فسيولوجية تقلق الحالة النفسية للنساء، منها ارتفاع مستويات هرمون التستوستيرون، واضطرابات في الهرمونات المرتبطة بالخصوبة، مما يخلق بيئة غير مستقرة نفسيًا. غالبًا ما تعاني النساء من مشاعر قلق غير مبررة، وصعوبة في التركيز، واضطرابات في النوم، وتزيد حدة هذه الأعراض إذا كانت هناك مشكلات في المظهر مثل حب الشباب أو تساقط الشعر. هذه التغيرات تؤدي إلى تفاقم الحالة النفسية وتزيد من عبء المرأة العاطفي والنفسي.

المزاج المتقلب والأعراض النفسية

تتمثل المشكلة في أن الكثير من النساء لا يربطن بين اضطرابات المزاج وتقلبات الحالة النفسية ووجود مشكلة صحية مثل متلازمة تكيس المبايض، مما يؤدي إلى تأخير التشخيص وصعوبة في بدء العلاج المناسب. تظهر الأبحاث أن هناك علاقة وثيقة بين شدة الأعراض النفسية وارتفاع مستوى الإجهاد المُتصور، وهو الشعور المستمر بعدم السيطرة على مجريات الحياة، الأمر الذي يزيد من حدة الحالة ويؤثر على التصالح مع الذات والنفس.

أهمية الدعم النفسي الشامل

يعتبر تقديم الدعم النفسي جزءًا ضروريًا من خطة العلاج، إذ يجب أن يشمل تقييمًا نفسيًا منتظمًا إلى جانب العلاج الهرموني أو الغذائي. برامج الدعم، مثل تمارين الاسترخاء والعلاج السلوكي المعرفي، يمكن أن تساعد في تحسين الحالة النفسية وتقليل الشعور بالقلق والتوتر. كما أن تعزيز الثقة بالنفس والتوعية Awareness يساهمان في كسر الحلقة المفرغة بين الأعراض النفسية وتدني مستوى الثقة بالذات، مما ينعكس إيجابيًا على الحالة الصحية العامة للمريضة.

أساليب العلاج والتعامل مع المتلازمة

تتعدد وسائل العلاج وتشمل تغييرات في نمط الحياة من خلال خفض الوزن واتباع نظام غذائي متوازن، بالإضافة إلى الأدوية المنظمة للدورة والمضادات للأندروجين التي تقلل من حدة الأعراض الجسدية والنفسية. ضرورة وجود دعم نفسي والعلاج السلوكي يلعبان دورًا مهمًا في تحسين نوعية الحياة، إذ يساعدان المرأة على التعامل مع التحديات اليومية، وتقليل مستويات التوتر، وتعزيز ثقتها بنفسها. إذن، يكون العلاج الأمثل هو دمج العلاجات الهرمونية والنفسية معًا لضمان توازن شامل للجسم والعقل.

مقالات ذات صلة