يعاني العديد من الناس من مشكلة قلة النوم، وهو أمر قد يظن الكثيرون أنه يسبب فقط تعبًا مؤقتًا، لكنه في الحقيقة يمكن أن يهدد صحتهم بشكل كبير. أظهرت دراسات حديثة أن الحرمان من النوم، حتى لو ليلاً واحدًا فقط، يمكن أن يؤثر بشكل مباشر على أداء الجهاز المناعي، حيث يضعف الجسم قدرته على مقاومة الأمراض ويحدث خللاً في استجاباته المناعية. وهكذا، يصبح الإنسان أكثر عرضة للإصابة بالعدوى والالتهابات، ويزداد خطر الإصابة بأمراض مزمنة.
أهمية النوم على الصحة
يعتبر النوم عملية حيوية ضرورية لصحة الجسم، فهو يساعد على تجدد الخلايا وتنظيم الهرمونات وتعزيز وظائف الدماغ، بالإضافة إلى تحسين الحالة النفسية. عند حرمان الجسم من النوم، تضعف قدراته على التركيز والانتباه، ويرتفع ضغط الدم، وتزداد احتمالات الإصابة بالسكر وأمراض القلب، كما تتأثر الذاكرة والمزاج بشكل سلبي.
عادات بسيطة لتحسين جودة النوم
للحصول على نوم كافٍ ومريح، يجب تنظيم جدول نوم ثابت يلتزم فيه الإنسان بمواعيد محددة للاستلقاء والاستيقاظ، حتى خلال عطلة نهاية الأسبوع. كما يُنصح بعمل روتين مريح قبل النوم، مثل القراءة أو أخذ حمام دافئ أو الاستماع لموسيقى هادئة، لمساعدة الجسم على الاسترخاء. ويجب تهيئة غرفة النوم بحيث تكون مظلمة، وهادئة، ودرجة حرارتها مناسبة، ويمكن استخدام سدادات الأذن لتقليل الضوضاء التي قد تزعج النوم.
ضرورة تجنب المنبهات قبل النوم مباشرة، مثل الكافيين والنيكوتين والمشروبات الكحولية، لأنها تثير الأرق وتمنع الحصول على نوم عميق. كما يُحث على ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، مع تجنب ممارسة التمارين الشاقة قبل النوم بوقت قصير، لأنها قد تؤدي إلى زيادة النشاط وتضعف جودة النوم. ويبقى التحكم في التوتر من خلال تقنيات التنفس العميق، أو اليوجا، وسيلة فعالة لتهدئة الأعصاب وتحسين نوعية النوم.
يجب تقليل استخدام الشاشات الإلكترونية قبل النوم، لكون الضوء الأزرق المنبعث من الهواتف والتلفزيونات يؤثر على إفراز هرمون الميلاتونين الذي يساعد على النوم. وفي حال استمرار مشكلة الأرق والإجهاد المزمن، يُنصح باستشارة الطبيب، حيث قد يكون هناك اضطراب نوم يتطلب علاجًا خاصًا.