رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

اليوم العالمي لالتهاب الكبد.. سبع خرافات قد تضر بصحتك

شارك

يحلّ اليوم العالمي لالتهاب الكبد في 28 يوليو، وهو مناسبة لزيادة الوعي حول هذا المرض الذي يُسبب معاناة صحية كبيرة على مستوى العالم، حيث يُصاب أكثر من 220 مليون شخص بفيروسات الكبد B و C وحدها. وعلى الرغم من كون التهاب الكبد يشكل عبئًا صحيًا ضخمًا، لا تزال معرفة عامة الناس منخفضة، مما يسمح بانتشار الخرافات والمفاهيم الخاطئة التي تُعيق التشخيص المبكر والوقاية والعلاج، وهو ما تؤكده تقارير صحفية عديدة.

الخرافات الشائعة عن التهاب الكبد وكيفية تأثيرها على الصحة

يزعم البعض أن التهاب الكبد دائمًا نتيجة لتعاطي الكحول أو تناول الطعام الملوث، بينما الحقيقة أن الالتهاب، وبشكل خاص التهاب الكبد الفيروسي، ينجم عن فيروسات محددة تنتقل عبر طرق معينة. ففيروسات التهاب الكبد A و E غالبًا ما تنتقل عن طريق الطعام أو الماء الملوث، بينما تنتقل فيروسات B و C و D عبر الدم وسوائل الجسم، مما يشير إلى أن الأسباب ليست دائمًا نمط حياة أو عوامل بيئية فقط. لذلك، فإن تحديد الأسباب بشكل خاطئ قد يؤدي إلى تأخير التشخيص واتباع إجراءات غير مناسبة للوقاية.

هناك اعتقاد بأن التهاب الكبد B و C لا علاج لهما ويؤديان إلى الوفاة، إلا أن التشخيص المبكر واستخدام الأدوية المضادة للفيروسات يمكن أن يسيطرا على الحالة بشكل فعال، مما يقلل من الالتهاب ويمنع تطور المرض إلى فشل كبدي أو سرطان. وغالبًا، مع الرعاية المناسبة، يمكن للمرضى أن يعيشوا حياة طبيعية، والخوف والوصمة الاجتماعية هما العقبتان الأكبر من المرض ذاته.

كما يعتقد البعض أن الأشخاص الذين لا تظهر عليهم أعراض المرض لا يمكن أن ينقلوا العدوى، إلا أن التهاب الكبد خاصة فيروسات B و C يمكن أن يظل صامتًا لسنوات، ويكون الشخص حاملًا للفيروس دون أن يشعر، مما قد ينقله للآخرين دون علمه. لذا، فإن الفحوصات الدورية ضرورية خاصة للفئات الأكثر عرضة للخطر، فالصمت ليس أمانًا، والوعي هو الحماية.

التطعيم والوقاية

يُعتبر لقاح التهاب الكبد B من الوسائل الأساسية للوقاية، ويوصى به لجميع الأطفال والبالغين المعرضين للخطر. فالأشخاص الذين يشعرون بصحة جيدة ليسوا بالضرورة محصنين، والاكتفاء بعدم الشعور بالأعراض لا يبعد خطر الإصابة أو الانتقال. كما أن لقاح التهاب الكبد A فعال لمنع انتقال العدوى، وتوفير الوقاية أسهل وأقل تكلفة من العلاج لاحقًا.

الوشم والثقب وأمانها

على الرغم من أهمية الوشم والثقب للعديد من الناس، إلا أن إجراؤهما في أماكن غير مرخصة أو غير صحية قد ينقل فيروس التهاب الكبد C و B، خاصة عند استخدام إبر غير معقمة أو إعادة استخدامها. لذا، من المهم التأكد من أن العمليات تتم على يد متخصصين في أماكن موثوقة ومعتمدة لضمان السلامة الصحية.

التهاب الكبد في مكان العمل ودور المؤسسات

يلعب مكان العمل دورًا حيويًا في الكشف المبكر عن الالتهاب، حيث يمكن لنقص الوعي والخوف من الوصمة الاجتماعية أن يمنعا من إجراء الفحوصات اللازمة أو طلب الرعاية الطبية. لذلك، يجب أن تتخذ المؤسسات إجراءات لتعزيز فحوصات منتظمة، فضلاً عن نشر التعليم الصحي وتشجيع بيئة خالية من التمييز، لمساعدة العاملين على مواجهة المرض بشكل فعال.

الإدارة والتعامل مع المرض

رغم وجود اعتقاد أن لا فرصة للتحكم في التهاب الكبد بعد تشخيصه، فإن التغييرات في نمط الحياة، والالتزام بالأدوية الموصوفة، والمتابعة الطبية المنتظمة، يمكن أن تساعد على إدارة المرض بفعالية. من المهم تجنب الكحول، واتباع نظام غذائي متوازن، والحفاظ على وزن صحي، فما يُتبع من إجراءات يساهم بشكل كبير في تحسين الحالة الصحية الشاملة.

وفي النهاية، يبقى التهاب الكبد مرضًا يمكن الوقاية منه والسيطرة عليه إذا تم التعامل معه بالوعي الصحيح، والالتزام بالإجراءات الوقائية، والفحص المبكر. فالحقيقة أن المعلومات الصحيحة والتطعيمات والفحوصات الدورية هي المفتاح للوقاية، وأن نشر الوعي يُسهم بشكل كبير في تقليل تأثيره وحماية المجتمع من مخاطره.

مقالات ذات صلة