رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

هل الإفراط في تناول الفاكهة يؤدي إلى الإصابة بمرض السكر من النوع الثاني؟

شارك

تعد الفاكهة جزءًا أساسيًا من نظام غذائي صحي، إذ توفر الفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة والألياف الضرورية للجسم. فهي تساعد على تعزيز المناعة وتحسين الهضم وتقلل من خطر العديد من الأمراض المزمنة. على الرغم من فوائدها العديدة، تحتوي الفاكهة على سكريات طبيعية مثل الفركتوز، الأمر الذي يجعل البعض يخشى من الإفراط في تناولها لأنه قد يرفع مستويات السكر في الدم ويزيد من احتمالية الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.

تأثير الفاكهة على سكر الدم والصحة العامة

من المهم فهم كيف تؤثر الفاكهة على سكر الدم وصحة الجسم. فبالرغم من أن تناول الفاكهة بكميات معتدلة يساهم في تحسين الصحة، إلا أن الاعتماد على الفواكه كاملة بدلاً من العصائر أو الفواكه المجففة يحافظ على توازن مستويات السكر ويقلل من احتمالات مقاومة الأنسولين. تناولها باعتدال مع دمجها مع مصادر للبروتين أو الدهون الصحية يؤدي إلى نتائج أفضل في السيطرة على مستويات السكر.

مرض السكري من النوع الثاني وأثر الفاكهة عليه

يُعرف مرض السكري من النوع الثاني بأنه حالة مزمنة تؤدي إلى مقاومة الجسم للأنسولين أو عدم إنتاج كميات كافية منه، مما يرفع مستوى الجلوكوز في الدم ويعرض المصابين لمضاعفات خطيرة. عوامل نمط الحياة، خاصة نوعية النظام الغذائي، تلعب دورًا كبيرًا في تطور المرض وإدارته. فبالرغم من احتواء الفاكهة على السكريات، إلا أن استهلاكها بشكل معتدل وكامل يظل آمنًا ويفيد الجسم، رغم مخاوف البعض من أن الإفراط فيها قد يؤدي إلى ارتفاع مستوى السكر وزيادة خطر الإصابة.

السكريات الطبيعية مقابل المضافة

السكريات الموجودة بشكل طبيعي في الفاكهة تتغلف بالألياف والعناصر الغذائية التي تبطئ امتصاص السكر، مما يساعد في استقرار مستويات السكر بالدم. أما السكريات المضافة الموجودة في الأطعمة المصنعة والمشروبات السكرية، فهي تسبب ارتفاعًا سريعًا في مستوى الجلوكوز وتزيد من مخاطر مقاومة الأنسولين والإصابة بالسكري مع مرور الوقت. لذا يُفضل دائمًا اختيار الفاكهة الكاملة بدلاً من العصائر أو الوجبات السكرية لتعزيز السيطرة على مستويات السكر الصحية.

فوائد تناول الفاكهة للوقاية من السكري وإدارته

تحتوي الفاكهة على الألياف التي تبطئ هضم وامتصاص الجلوكوز، وتحمي من ارتفاع مستويات السكر في الدم. كما أنها غنية بمضادات الأكسدة التي تقلل الالتهاب والإجهاد التأكسدي، وهما من العوامل التي تساهم في تطور مرض السكري. بالإضافة إلى ذلك، تحتوي الفاكهة على سعرات حرارية منخفضة مقارنة بالغذاء الغني بالعناصر الغذائية، مما يساعد على الحفاظ على وزن مثالي، وهو عامل مهم في الوقاية من المرض. بعض الأنواع مثل التوت والتفاح قد تعزز كفاءة استخدام الجسم للأنسولين.

توصيات لاستهلاك الفاكهة

يفضل تناول من 2 إلى 3 حصص من الفاكهة الكاملة يوميًا مع تنويع الأنواع والألوان، وتجنب العصائر والفواكه المجففة التي تحتوي على سكريات مركزة. من المستحسن دمج الفاكهة مع البروتين أو الدهون الصحية، مثل المكسرات أو الزبادي، لتقليل ارتفاع مستويات السكر. كما يجب الانتباه إلى حجم الحصص خاصة لمن يعاني من مشاكل في مستوى السكر بالدم، والاستشارة مع الأطباء أو أخصائيي التغذية لضبط الكميات حسب الحالة الصحية.

متى يكون الحذر ضروريًا؟

ينبغي لمريض السكري أو من يسبق لديه المرض أن يراقب استجابته للفاكهة، حيث أن بعض أنواعها تؤدي إلى زيادة سريعة في سكر الدم. لذا، من الأفضل التعاون مع الأطباء لمراقبة مستويات السكر بعد تناول أنواع مختلفة من الفاكهة، وتحديد الأنسب لكل حالة لضمان إدارة صحية وآمنة للمرض.

مقالات ذات صلة