أعلن مركز دبي المالي العالمي عن ارتفاع عدد الشركات النشطة المسجلة فيه ليصل إلى 7700 شركة، محققًا نموا بنسبة 25% مقارنة بالنصف الأول من عام 2024 الذي بلغ فيه 6153 شركة.
تم انضمام 1081 شركة جديدة خلال الستة أشهر الأولى من 2025، بزيادة نسبتها 32% عن الفترة ذاتها من العام السابق، وارتفعت القوى العاملة في المركز إلى نحو 47,901 شخص، بزيادة 9% عن العام الماضي.
نتائج قياسية وأداء متفوق
ويؤكد الأداء القياسي للمركز في النصف الأول من 2025 مكانته كقوة رئيسية في صناعة التمويل، حيث شهدت النتائج أفضل نصف سنوي على الإطلاق، مع خلفية دعم لتحقيق مستهدفات دبي الاقتصادية D33. وذكر مسؤولون أن هذه النتائج تعكس جاذبية دبي العالمية وثقة المستثمرين الدوليين بموقعها التنافسي. وأشاد سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم بقيادة المركز ودوره في ترسيخ مركز دبي المالي كوجهة مالية رائدة على مستوى العالم، مؤكدًا حرص المركز على تعزيز قدراته للابتكار، والمرونة، ودعم نمو الأعمال.
وندّد سموه في منصة إكس بنتائج مركز دبي المالي العالمي، موضحًا أن ارتفاع الشركات المسجلة ليصل إلى 1081 شركة، وتزايد التراخيص الممنوحة بنسبة 28%، يعكسان المكانة الرائدة لدبي كمركز مالي عالمي، مع نمو قطاع صناديق التحوط بنسبة 72%، وارتفاع عدد شركات التكنولوجيا المالية إلى 1388 شركة بنمو 28%.
موقع ريادي ومرموق عالميًا
نجح المركز في ترسيخ نفسه كوجهة مالية متقدمة، حيث أصبح ضمن أفضل ثماني مدن عالمية في مؤشر المراكز المالية العالمية، ويعد المدينة الوحيدة في المنطقة التي تدرج ضمن قائمة أفضل مراكز المال العالمية في قطاعات التكنولوجيا المالية، إدارة الثروات، والخدمات المهنية. ويوجد في المركز الآن 980 كيانًا تنظيميًا، بزيادة 17% عن العام السابق، كما ارتفعت التراخيص لقطاعات الخدمات المالية بشكل لافت. ويعتبر تجمع البنوك وأسواق رأس المال في المركز الأكبر في المنطقة، مع وجود 289 شركة، بزيادة 17% عن 2024، وتركز دبي أعلى نسبة لثرواتها الخاصة بين مدن الشرق الأوسط، الأمر الذي أدى إلى نمو قطاع إدارة الثروات والأصول، الذي يضم الآن 440 شركة، بارتفاع 19%. كما يدير المركز أكثر من 85 صندوق تحوط، بينها 69 ضمن “نادي المليار دولار”. أضف إلى ذلك أن المركز يُعزز مكانته كمقر مفضل للشركات العائلية، مع وجود 1035 شركة عائلية من جميع أنحاء المنطقة، وزيادة طويلة المدى في هياكل تأسيسها بنسبة 54%، لتصل إلى 842 هيكلًا.
القطاع التأميني والتمويلي
وصل عدد الشركات العاملة في مجال التأمين وإعادة التأمين إلى 135 شركة، بزيادة قدرها 8%. وبلغت الأقساط المكتتبة خلال النصف الأول من 2025 حوالي 3.5 مليارات دولار، مقارنة بـ2.6 مليار دولار في 2024، بزيادة قدرها 35%.
مشاركة مؤسسات عالمية وقوة الابتكار
انضمت إلى المركز مؤسسات عالمية بارزة مثل “إيه بي كيه كابيتال”، و”أفالوك”، و”بارون كابيتال”، و”بريدج إنفستمنت جروب”، و”كامبريدج أسوشيتس”، و”CICC”، وغيرها، مما يعكس مكانة دبي الدولية كوجهة استثمارية جاذبة. وواصلت منظومة الابتكار في المركز جذب الشركات التقنية، حيث نمى عدد شركات التكنولوجيا المالية والذكاء الاصطناعي إلى 1388 شركة، بزيادة 28% عن 2024، ويُعد المركز الآن من بين أهم خمسة مراكز عالمية في التكنولوجيا المالية وفق أحدث تصنيف عالمي. وحقق النصف الأول من 2025 نموًا في عدد الكيانات غير المالية بنسبة 28%، ليصل إلى أكثر من 6,300 كيان، مع تنظيم فعاليات هامة مثل مهرجان دبي للذكاء الاصطناعي وقمة دبي للتكنولوجيا المالية، التي حضرها أكثر من 20,000 شخص من أكثر من 120 دولة، حيث أُطلقت مبادرات مثل “أكاديمية دبي للذكاء الاصطناعي” و”أسبوع دبي لمستقبل القطاع المالي”.
وجهة المواهب والتطوير المستدام
وفي مجال تطوير الكفاءات، أصبحت أكاديمية مركز دبي المالي العالمي خيارًا مفضلًا للجامعات العالمية، حيث تقدم برامج لدرجات الماجستير مع وجود أكثر من 46,000 متعلم منذ انطلاقها، منهم أكثر من 4,900 في 2025. وأطلق المركز مبادرة “المليون متعلم”، بهدف تدريب مليون شخص على المعرفة المستدامة بحلول 2030. كما يواصل المركز تحديث الأنظمة والقوانين، مع اقتراح لوائح جديدة تعزز خيارات الهيكلة الاستثمارية، وتعديلات على لوائح الأمن والإفلاس والتوظيف لضمان التوافق مع المعايير الدولية. وفي تدعيم مكانة دبي عالمياً، استضاف المركز مؤتمر الجمعية العالمية للخصوصية لعام 2026، ليكون أول منتدى عالمي لسلطات حماية البيانات الخصوصية.
وتسارعت مشاريع التطوير العقاري، إذ بيعت الوحدات الجديدة لمشروع برج “هايتس تاور” خلال ثلاثة أيام، وبدأ المركز في تطوير مساحات تجارية جديدة تتجاوز 1.6 مليون قدم مربعة، من المتوقع أن تتوفر بداية 2026، مع إطلاق منصة بيانات حديثة تعزز الشفافية وتلبية الطلب المتزايد على العقارات. ويؤكد الأداء المتميز للمركز أن رؤيته ترتكز على المواءمة بين طموح دبي في أن تكون من أفضل مراكز المال العالمية، وجاذبيتها المستدامة، عبر منظومة تلبي احتياجات القطاع المالي كافة.
وفي تعليقات رسمية، أكد المسؤولون أن هذه النتائج تعكس الرؤية التي وضعها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، لدفع دبي نحو المركزية في القطاع المالي العالمي، وتحقيق استراتيجية أجندة D33، وأن المركز يواصل دوره كمحرك أساسي للنمو الاقتصادي ووجهة استثمارية وأكاديمية عالمية، تعزز مكانة دبي على الساحة الدولية.