خراج الأسنان وأسبابه
يحدث خراج الأسنان بسبب تجمع الصديد داخل الفم، غالبًا في منطقة السن أو اللثة، نتيجة لعدوى بكتيرية تتسلل إلى الأنسجة المحيطة بالأسنان. يتسبب هذا التراكم من الصديد في تهيج الالتهاب وإحداث ألم حاد وشديد في المنطقة المصابة. غالبًا ما يظهر بسبب إهمال نظافة الفم أو تسوس عميق لم يتم علاجها في الوقت المناسب، كما يمكن أن ينشأ من جرح في اللثة، أو كسور في الأسنان، أو ضعف المناعة وأمراض مزمنة مثل السكري.
علامات وأعراض وجود خراج في الفم
يشعر الشخص بألم مفاجئ، نابض وملحوظ، قد يمتد ليصل إلى الفك أو الأذن أو الرقبة. مع تقدم الحالة، تظهر علامات مثل انتفاخ واضح في المنطقة المصابة واحمرار أو لمعان اللثة، وصعوبة في المضغ، أو فتح الفم بشكل كامل، كما يمكن ملاحظة طعم مر أو مالح في الفم، بالإضافة إلى صداع وارتفاع بسيط في درجة الحرارة. تترافق هذه الأعراض مع تورم وتشنجات ويصبح المريض أكثر حساسية للمس والألم عند لمس المنطقة.
هل يختفي الخراج دون علاج؟
لا، خراج الأسنان لا يختفي من تلقاء نفسه، بل يحتاج إلى علاج طبي مناسب. إهماله قد يؤدي إلى انتشار العدوى إلى مناطق أخرى من الجسم، مما ينذر بمضاعفات صحية خطيرة، خاصة إذا ظهرت أعراض صعوبة في البلع أو التنفس، وهو ما يتطلب تدخل طبي فوري.
طرق التعامل المؤقتة حتى زيارة الطبيب
إلى حين تحديد موعد مع طبيب الأسنان، يمكن التخفيف من الألم باتباع بعض الخطوات البسيطة. يتم تناول مسكنات الألم الموصوفة من قبل الطبيب مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين، مع تجنب تناول الأطعمة الساخنة أو الباردة جدًا، كما يفضل مضغ الطعام من جهة غير المصابة لضمان عدم إحداث ضغط على المنطقة المتضررة. يجب أيضًا تنظيف الفم بلطف مع تجنب غسولات الفم التي تحتوي على الكحول، مع الحرص على عدم إهمال الحاجة للفحص الطبي والتدخل العلاجي الصحيح.
العلاج الذي يقدمه الطبيب
يعتمد العلاج على مدى انتشار العدوى وشدة الحالة. قد يضطر الطبيب إلى فتح الخراج وتصريف الصديد، أو إجراء علاج للعصب لإزالة الالتهاب عند وجود سن قابل للحفظ. في حالات تآكل الأنسجة بشكل كبير، يُحتمل خلع السن، كما يُعطى مضادات حيوية إذا كانت العدوى منتشرة في الجسم. جميع الإجراءات تتم تحت تأثير مخدر موضعي لضمان عدم وجود ألم أثناء العلاج، ويتم اختيار الطريقة الأنسب حسب الحالة الصحية للمريض.
الأسباب التي تؤدي إلى تشكل الخراج الصحيح
تتراكم البكتيريا مع إهمال النظافة الشخصية للفم، مما يسمح لها بالتسلل داخل الأسنان أو اللثة. الحالات التي قد تؤدي إلى ذلك تشمل تسوس عميق لم يُعالج، أو حدوث جرح أو كسر في السن، أو ضعف المناعة، خاصة مع وجود أمراض مزمنة مثل السكري. وجود جروح أو كسور في الأسنان يسهّل استغلال البكتيريا للدخول إلى الأنسجة الحساسة وتهيئة بيئة ملائمة لتكون الخراج.
كيفية الوقاية من تكرار الخراج
لحماية نفسك من تكرار المشكلة، يُنصح باتباع عناية منتظمة بالفم تشمل غسل الأسنان مرتين يوميًا باستخدام معجون يحتوي على الفلورايد، واستخدام الخيط الطبي مرة واحدة على الأقل يوميًا لإزالة البلاك، والابتعاد عن تناول السكريات بكثرة، خاصة قبل النوم. كما يُعد الفحص الدوري لدى طبيب الأسنان ضروريًا لاكتشاف أي مشاكل مبكرًا، وتجنب إهمال علاج التسوس أو الجروح في اللثة لتقليل فرص تكوّن الخراج مجددًا.
