يستمر ألم المعدة عندما يظل مزعجًا في منطقة البطن لفترة تتجاوز أسابيع أو شهور أو أكثر، ويختلف عن ألم المعدة العرضي أو التقلصات التي تختفي بسرعة، فالألم المستمر غالبًا ما يظهر ويختفي بشكل متقطع، أو يزداد تدريجيًا في شدته، ويُصيب البطن أعضاء حيوية مثل المعدة والأمعاء والكبد والبنكرياس والكلى والأعضاء التناسلية وغيرها، مما يجعل تحديد سببه أمرًا معقدًا ويحتاج إلى تقييم طبي دقيق.
أسباب شائعة لألم المعدة المستمر
تتفاوت أسباب ألم المعدة بين تلك البسيطة وغير الخطيرة مثل عسر الهضم والتعب العضلي، وأخرى أكثر تعقيدًا وخطورة مثل السرطان أو أمراض الأعضاء الهضمية. وتشير الدراسات إلى أن حوالي واحد من كل عشرة مرضى بألم مستمر يعاني من مشكلة صحية حادة تتطلب تدخلًا طبيًا فوريًا.
متلازمة القولون العصبي (IBS)
تؤثر على الأمعاء خاصة القولون، مسببة تقلصات وانتفاخ وغازات، مع وجود ألم متكرر لا يظهر فيه ضرر واضح للأمعاء، لكنه يسبب عدم الراحة والانزعاج المستمر.
مرض الارتجاع المعدي المريئي (GERD)
يحدث عندما يتدفق حمض المعدة بشكل خاطئ إلى المريء، فيسبب حرقة في الصدر أو الحلق، وقد يتطور الأمر ليصبح مشكلة مزمنة إذا لم يتم علاجها بشكل مناسب.
التهاب المعدة والقرحة الهضمية
تصيب الجزء العلوي من البطن وتسبب ألمًا حارقًا أو حادًا، وغالبًا يكون السبب وراءها عدوى بكتيرية تسمى جرثومة المعدة أو تناول مسكنات الألم بشكل مفرط، وتؤدي إلى أعراض مثل الغثيان والانتفاخ.
مرض الاضطرابات الهضمية
هو حالة مناعية ذاتية يهاجم فيها الجسم جزيء الجلوتين في القمح والشعير، مما يسبب آلام في المعدة، إسهال، تعب، ونقص في العناصر الغذائية، وهو أكثر خطورة من مجرد نظام غذائي خالٍ من الجلوتين.
أسباب التهابية ومعدية
تشمل التهاب الرتج الناتج عن التهاب جيوب صغيرة في القولون، غالبًا مع ألم في الجانب الأيسر السفلي من البطن، مع أعراض مثل الحمى والغثيان. كما أن داء كرون والتهاب القولون التقرحي من أمراض الأمعاء الالتهابية، مسببة ألمًا مستمرًا وإسهالًا وتعبًا، ويمكن أن يؤثر على أجزاء مختلفة من الجهاز الهضمي. وفي حالة التهاب الحوض عند النساء، قد ينتج الألم من عدوى التهابات الأعضاء التناسلية، خاصة الناتجة عن الأمراض المنقولة جنسيًا، مع أعراض مثل الحمى والإفرازات والألم، وإذا لم يُعالج بسرعة، يمكن أن يؤدي إلى مشاكل طويلة الأمد.
المشاكل البنيوية والوظيفية
تسبب حصوات المرارة ألمًا مفاجئًا بمنطقة الجزء العلوي الأيمن من البطن، غالبًا بعد وجبة دسمة، وهو ألم شديد يستمر لساعات. أما حصوات الكلى فتبدأ عادةً بألم في الظهر أو الجانب، وينتقل إلى أسفل البطن والفخذ في موجات متكررة، وتكون شديدة غالبًا. وإذا كان هناك فتق، يبرز عضو أو نسيج عبر جدار البطن، ويشعر الشخص بألم عند السعال أو الانفعالات أو الضحك، وقد يصبح الأمر خطيرًا إن لم يُعالج.
مشاكل صحية خطيرة تتطلب مراقبة فورية
يشير الألم المستمر والمتزايد إلى حالات خطيرة مثل السرطان، خاصة أورام البنكرياس أو الكبد أو الأمعاء، التي غالبًا لا تظهر أعراض مبكرة، ولكن مع تفاقم الألم، يتعين مراجعة الطبيب. كذلك، مرض تضيّق الشريان المساريقي، وهو اضطراب نادر وخطير يسبب تقلصات عند تناول الطعام نتيجة نقص الأكسجين في الأمعاء، ويجب الكشف عنه مبكرًا. التهاب الزائدة الدودية هو حالة طارئة تبدأ بألم خفيف حول السرة، ثم ينتقل إلى الجانب الأيمن السفلي، ويصاحبه أحيانًا غثيان وحمى، ويستلزم علاجًا فوريًا لمنع المضاعفات.
طرق الوقاية وتحسين صحة المعدة والبطن
للحفاظ على صحة الأمعاء والتقليل من احتمالية حدوث مشاكل في المعدة، يُنصح باتباع نظام غذائي متوازن غني بالألياف والفواكه والخضروات، مع الالتزام بشرب كمية كافية من الماء، وممارسة التمارين بشكل منتظم، وتقليل استعمال مسكنات الالتهاب غير الستيرويدية والكحول والتدخين. كما يُستحسن إدارة الأمراض المزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم بشكل جيد، وضرورة مراجعة الطبيب فور ظهور آلام جديدة أو مستمرة، وعدم الاستهانة بأي عرض غير معتاد في البطن يعوق الأنشطة اليومية أو يزداد سوءًا، لتفادي المضاعفات الخطيرة.