يبدأ الألم في كعب القدم عادةً بشكل مفاجئ ويكون مزعجًا جدًا أثناء المشي، ما يجعله إشارة من الجسم لوجود مشكلة صحية يمكن أن تتجاوز مجرد تعب عادي، خاصة إذا كان الألم حادًا ويستمر لفترة طويلة. فالحالات التي تؤدي إلى ألم الكعب كثيرة، وتشمل أسبابها الشائعة الالتهابات والإصابات والأمراض المزمنة التي تؤثر على الأنسجة والعضلات والعظام في المنطقة.
التهاب اللفافة الأخمصية
إذا استيقظت في الصباح ووجدت أن الكعب يؤلمك بشكل مفاجئ، فربما تعاني من التهاب اللفافة الأخمصية، وهو من أكثر أسباب ألم الكعب شيوعًا. يحدث هذا الالتهاب في الأنسجة التي تربط عظم الكعب بأصابع القدم، وتكون الأعراض عبارة عن ألم حاد خاصة مع أول خطوة في الصباح أو بعد قضاء وقت طويل في المشي. الأشخاص الذين يفضلون الأحذية غير الداعمة أو يمتلكون أقدام مسطحة أو ذات أقواس عالية يكونون أكثر عرضة لهذه الحالة. يمكن تقليل الأعراض من خلال ارتداء أحذية داعمة، والقيام بتمارين التمدد، وتبريد المنطقة المصابة بالثلج، بالإضافة إلى الراحة والعلاج الطبي إذا استدعت الضرورة.
التهاب وتر أخيل
يحدث التهاب وتر أخيل عندما يشعر المصاب ألمًا شديدًا في الجزء الخلفي من الكعب، وتكون الحالة ناتجة عن إجهاد أو إرهاق الوتر الذي يربط عضلات الساق بعظم الكعب. غالبًا ما يظهر الألم بعد ممارسة التمارين الرياضية أو الركض دون إحماء مناسب، وتظهر أعراضه على شكل تيبس وألم، خاصة بعد النشاط البدني. ومنع تفاقم الحالة يتطلب الراحة، والتمدد، وتطبيق الثلج، وتجنب الأنشطة المجهدة، وفي بعض الحالات قد تتطلب الحالة علاجًا طبيًا أو جراحة.
التهاب كيس الكعب
عند إصابة الأكياس الصغيرة المملوءة بسائل حول مفاصل القدم، والمعروفة بالجرابات، يحدث التهابها، الأمر الذي يسبب تورمًا وألمًا خفيفًا في منطقة الكعب. يكثر هذا الالتهاب عند المشي الطويل على الأسطح الصلبة أو ارتداء أحذية غير مريحة. يتطلب علاج الحالة تناول أدوية مضادة للالتهاب، والراحة، وارتداء أحذية مناسبة، وفي حالات متقدمة قد يحتاج المريض إلى علاج طبيعي.
تشوه هاجلوند
ارتداء الأحذية ذات الكعب العالي يضغط على الجزء الخلفي من الكعب، مما يؤدي إلى تكون نتوء عظمي مؤلم وتورم في المنطقة، ويعد هذا من الأسباب الشائعة لآلام الكعب. يمكن تجنب ذلك من خلال استعمال أحذية رياضية وناعمة بدل الكعب العالي، بالإضافة إلى تمارين تمديد القدمين للمساعدة على تقليل التشوه والمشكلة.
مرض سيفر
يعاني الأطفال من آلام الكعب الناتجة عن مرض سيفر، وهو التهابية تصيب لوحة النمو في عظم الكعب نتيجة ممارسة التمارين الرياضية بكثرة وخصوصًا الجري والقفز. تظهر أعراض المرض على شكل ألم في الكعب مع عرج أو صعوبة في المشي، ويكون العلاج بسيطًا من خلال الراحة، وتمديد عضلات الساق، وارتداء أحذية داعمة تضع الحد الأدنى من الضغط على المنطقة المؤلمة.
أسباب أخرى محتملة لآلام الكعب
إضافة إلى الأسباب السابقة، هناك أسباب أخرى قد تكون كامنة وراء الألم مثل الكسور الصغيرة الناتجة عن الإفراط في الاستخدام، ومتلازمة النفق الرسغي التي تنتج عن ضغط الأعصاب، والتهاب الأوتار أو التهاب المفاصل، والتي تتطلب في بعض الأحيان فحوصات دقيقة وعلاجًا متخصصًا. غالبًا ما يتم تجاهل هذه الأسباب خاصة عندما تكون الأعراض مزمنة وتزداد سوءًا مع الوقت، لذا من المهم استشارة الطبيب عند ملاحظة أي ألم مستمر في الكعب للتشخيص الصحيح والعلاج المناسب.