تأثير القهوة على مستويات السكر في الدم
تشير الدراسات إلى أن تناول القهوة يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع مؤقت في مستويات السكر في الدم، ويعتمد تأثيرها على عملية التمثيل الغذائي لكل شخص، بالإضافة إلى الكم الذي يتناول فيه الشخص الكافيين وما إذا كانت مع الطعام أم لا. فالكافيين، وهو المادة الفعالة في القهوة، يعمل كمنبه للجهاز العصبي المركزي، مما يرفع مستوى اليقظة ويقلل الشعور بالتعب، لكنه أيضًا يحفز إفراز هرمونات التوتر مثل الأدرينالين، الأمر الذي قد يؤثر على إنتاج الأنسولين. كما يحفز الكافيين الكبد على إطلاق الجلوكوز المخزن، وتزداد احتمالية ارتفاع مستوى السكر في الدم عند شرب القهوة على معدة فارغة، خاصةً إذا أُضيف إليها سكر أو محليات أخرى. ويحدث هذا الارتفاع بشكل مؤقت، إلا أن الاستهلاك المفرط للقهوة قد يسبب مشاكل طويلة الأمد مرتبطة بزيادة مستويات السكر.
ما أسباب ارتفاع مستويات السكر في الدم؟
يعد الكافيين من أبرز عوامل ارتفاع مستوى السكر، حيث يمتاز بقدرته على تنشيط الجهاز العصبي المركزي وإفراز هرمونات التوتر، التي تؤثر على استجابة الجسم للأنسولين. كما يُحفز الكافيين الكبد على إطلاق الجلوكوز المخزن، ما يعرقل قدرة الخلايا على امتصاص السكر من الدم. ويكون تأثير الكافيين أسرع وأوضح عند تناوله على معدة فارغة، خاصةً مع سكر أو مُحليات، مما يؤدي إلى ارتفاع حاد في السكر دون أن تستمر الآثار على المدى الطويل إلا مع استهلاك القهوة بكميات عالية بشكل منتظم.
طرق لتقليل ارتفاع نسبة السكر عند شرب القهوة
يمكن تخفيف تأثير القهوة على مستوى السكر بإضافة بعض التعديلات لعادات الشرب. فشرب القهوة مع الطعام أو بعده يبطئ من امتصاص الكافيين ويساعد على تقليل الارتفاع في مستوى السكر الذي يحدث عند تناولها على معدة فارغة. كما يُفضّل الاعتماد على المحليات الطبيعية، مثل العسل، بدلاً من السكر الأبيض أو الصناعي، لأنها أقل تأثيرًا على مستويات السكر. وتقليل كمية الكافيين عبر تناول نصف كوب أو اختيار قهوة منزوعة الكافيين يمثل خيارًا جيدًا لمن يعاني من مقاومة الأنسولين أو حساسية الكافيين. بالإضافة إلى ذلك، تتوفر بدائل متنوعة للقهوة، مثل الشاي الأسود أو الأخضر، التي تساهم في الحفاظ على مستويات السكر في الدم بشكل أكثر استقرارًا.
مراقبة وتعديل العادات عند شرب القهوة
رصد استجابة الجسم لشرب القهوة باستخدام جهاز قياس مستوى السكر يتيح معرفة الأوقات والأنواع التي تؤثر سلبًا، فيتيح تعديل العادات بشكل مناسب. ويُفضّل الابتعاد عن وضع السكر أو المحليات الصناعية عند تحضير القهوة، واستخدام بدائل طبيعية أو تقليل كمية الكافيين قدر المستطاع، خاصةً عند وجود مقاومة للأنسولين أو مشاكل صحية متعلقة بمستويات السكر. الحفاظ على نمط شرب معتدل ومرن يساهم في الاستمتاع بفوائد القهوة دون التسبب في اضطرابات صحية مرتبطة بمستويات السكر في الدم.
