تراجع النشاط البدني قبل وأثناء أمراض القلب والأوعية الدموية
أفاد فريق من الباحثين أن مستويات النشاط البدني لدى البالغين تبدأ في الانخفاض بشكل تدريجي قبل حوالي اثني عشر عامًا من ظهور أمراض القلب والأوعية الدموية، وتستمر في التناقص لفترة طويلة بعدها. ويظل الفرق في النشاط بين المصابين والأصحاء واضحًا حتى بعد حدوث المرض، حيث يظل أقل بشكل مستمر عند المصابين.
تفاصيل الدراسة والمنهجية
أجريت الدراسة من قبل فريق من الباحثين في دراسة تطور مخاطر الشريان التاجي لدى الشباب (CARDIA)، بمشاركة باحثين من المعهد الوطني الأمريكي للقلب والرئة والدم، وجامعة ألاباما في برمنجهام، وجامعة مينيسوتا، وجامعة نورث وسترن. استخدم الباحثون بيانات من 3068 مشاركًا، تم تتبع نشاطهم البدني على مدى حوالي 34 عامًا بين عامي 1985 و2022، مع تقييمات متكررة للنشاط البدني طوال الفترة. وتم قياس النشاط باستخدام وحدات التمرين، بحيث يحقق المشاركون حوالي 150 دقيقة من النشاط في الأسبوع وفقًا للإرشادات الصحية.
نتائج الدراسة وتأثير النشاط على تطور أمراض القلب
انخفض مستوى النشاط البدني تدريجيًا من بداية مرحلة البلوغ حتى منتصف العمر، ثم استقر بعد ذلك. أظهرت النتائج أن الأشخاص الذين أصيبوا لاحقًا بأمراض القلب والأوعية الدموية كانوا يمتلكون مستويات أقل من النشاط قبل حوالي اثني عشر عامًا من تشخيص المرض، وازدادت نسبة التراجع خلال العامين السابقين لظهور الأعراض. كما أن الأشخاص الذين أصيبوا بقصور القلب، كانت مستويات نشاطهم أقل قبل فترة أطول، مقارنة بمن أصيبوا بأمراض القلب التاجية أو السكتة الدماغية، حيث كان الاختلاف في مستوى النشاط أقل تدريجيًا.
ملاحظات مهمة ونتائج عامة
تؤكد الدراسات أن النشاط البدني ينخفض منذ بداية مرحلة البلوغ ويستمر في التناقص حتى منتصف العمر، قبل أن يبدأ في الاستقرار. كما أن انخفاض النشاط يحدث بشكل حاد قبل ظهور أعراض أمراض القلب والأوعية الدموية، مما يدعم وجود علاقة مباشرة بين قلة النشاط وزيادة المخاطر الصحية. لذا، فإن الحفاظ على مستوى مرتفع من النشاط البدني طوال العمر يساهم في تقليل احتمالية الإصابة بمشاكل القلب والأوعية الدموية، ويساعد في تحسين عملية التعافي بعد الإصابة.