رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

اختبار التنفس للكشف عن سرطان الدم يقدم نتائج واعدة في أول دراسة بشرية

شارك

يظل السرطان أحد الأسباب الرئيسية للوفاة حول العالم، ومن أنواعه الأكثر شيوعًا سرطان الرئة والثدي والقولون والمستقيم والبروستاتا والمعدة. ويعد الكشف المبكر عن السرطان أمرًا حيويًا، حيث يقلل بشكل كبير من احتمالية الوفاة ويزيد من فرص الشفاء، إذ يمكن للعلاج أن يكون أكثر فاعلية عندما يُكتشف المرض في مراحله المبكرة قبل أن يصبح مرضًا فتاكًا.

تطوير اختبار تنفسي للكشف عن سرطان الدم

وفي سياق التطور العلمي، تمكن فريق من العلماء من ابتكار اختبار جديد لسرطانات الدم، يعتمد فقط على فحص النفس، وهو اختبار غير جراحي ورخيص وسهل الحمل. تساعد هذه التقنية في تشخيص سرطان الدم في وقت مبكر، مما يتيح إمكانية مراقبة المرض واستجابته للعلاج بشكل أدق، وتقليل الحاجة للعمليات الجراحية والممارسات المعقدة والمؤلمة المتعلقة بالاختبارات التقليدية.

طريقة عمل اختبار التنفس

عند التنفس، لا يحمل الجهاز التنفسي فقط ثاني أكسيد الكربون، بل يحتوي أيضًا على مركبات عضوية متطايرة ناتجة عن عمليات الأيض في الجسم أو من مصادر خارجية. قام العلماء بتحليل هذه المركبات لاكتشاف أنماط خاصة بوجود سرطان الدم. وقد أظهرت الدراسات أن مرضى سرطان الدم يطلقون مواد كيميائية محددة تنتقل عبر التنفس، وأكدت أبحاث سابقة أن اختبارات التنفس كانت ناجحة في كشف سرطان الرئة، لكن لم تكن هناك أدلة على أن خلايا سرطان الدم تطلق مواد تنتقل عبر التنفس حتى الآن.

دور المركبات العضوية وأهميتها في الكشف المبكر

تحتوي عملية التنفس على العديد من المركبات العضوية التي تنشأ من التفاعلات الأيضية في الجسم، وبتحليلها، يتم تحديد أنماط جزيئية مميزة لمرضى السرطان، خاصة تلك المرتبطة بعملية الأكسدة التي تضر جدران الخلايا وتؤدي إلى تطور السرطان. إذ يتم إخراج العديد من هذه المركبات نتيجة لتحلل الدهون أثناء الأكسدة، وتخرج بشكل أساسي عن طريق الزفير، مما يمكن من التعرف على وجود السرطان عبر فحوصات التنفس. وقد أظهرت نتائج الأبحاث أن النمط الكيميائي في مرضى السرطان يختلف بشكل ملحوظ عن الأفراد الأصحاء، مما يعزز إمكانية استخدام هذه التقنية في التشخيص المبكر.

آفاق التطوير وتحسين الاختبار

ويهدف الباحثون إلى تطوير اختبار تنفسي أكثر دقة وسرعة، مع تقليل مدة جمع العينة الحالية التي تبلغ عشر دقائق إلى بضع ثوانٍ فقط، من خلال فهم أكثر تفصيلًا للبيولوجيا التي تتحكم في إنتاج المركبات المحمولة جواً، وتحديد أنواع الليمفوما الأكثر موثوقية للكشف عنها بشكل فعال. يتطلب الأمر مزيدًا من الأبحاث لضمان موثوقية الاختبار وتحسين حساسيته، خاصة مع التركيز على تحديد علامات جزيئية دقيقة تميز الأنماط المختلفة لسرطانات الدم، لتسهيل الكشف المبكر والعلاج.”

مقالات ذات صلة