لا تزال مشكلة السرطان تعد من الأسباب الرئيسية للوفيات حول العالم، حيث تتنوع أنواعه لتشمل سرطانات الرئة والثدي والقولون والمستقيم والبروستاتا والمعدة. ويُعد الكشف المبكر عن السرطان من الأمور الحاسمة التي تقلل بشكل كبير من مخاطر الوفاة، حيث يتيح فرصة للعلاج في مراحل مبكرة قبل أن يصبح المرض فتاكًا ويؤدي إلى مضاعفات خطيرة.
وفقًا لتقرير حديث، قام العلماء بتطوير اختبار جديد يُستخدم لفحص سرطان الدم عبر تحليل التنفس، ويعد هذا الاختبار أقل تكلفة، وأبسط في الاستخدام، ولا يتطلب إجراءات جراحية، مقارنة بالفحوصات التقليدية التي تتيح اكتشاف سرطان الدم مثل اللوكيميا. يساعد هذا الاختبار على تشخيص المرض بشكل مبكر، مما يسهل مراقبته والعلاج المبكر له.
كيفية عمل اختبار التنفس لكشف سرطان الدم
يقوم الاختبار على تحليل المركبات العضوية المتطايرة الموجودة في أنفاس المريض، والتي تنشأ من العمليات الأيضية داخل الجسم، أو من مصادر خارجية. عند تنفس الفرد، يحمل الزفير مركبات كيميائية خاصة يمكن أن تعكس وجود خلايا سرطانية، أي أن التغيرات الجزيئية المرتبطة بسرطان الدم تظهر في أنفاس المرضى، مما يتيح الكشف المبكر عن المرض. وعلى الرغم من أن الاختبارات الحالية كانت ناجحة في تشخيص سرطانات أخرى مثل الرئة، إلا أن تصور أن خلايا سرطان الدم تطلق مواد تنتقل عبر التنفس لم يكن واضحًا من قبل.
الدراسة والاستخدامات الحالية لاختبار التنفس
جمع الباحثون عبر دراسة شملت 74 متطوعًا، منهم 46 مصابين بسرطان الدم حديث التشخيص و28 من الأفراد الأصحاء، عينات أنفاس من كل منهم قبل بدء أي علاج. وأظهرت نتائج الدراسة أن الفحوصات باستخدام تحليل المركبات العضوية المتطايرة تمكنت من تمييز بين المرضى الأصحاء والمصابين، الأمر الذي يعزز قدرة هذا الاختبار على التشخيص المبكر وسرعة الاستجابة للعلاج.
الإمكانات والتوقعات المستقبلية
اقتضت الدراسات السابقة أن اختبارات التنفس أثبتت فعاليتها بالفعل في تشخيص سرطان الرئة، إلا أن الأبحاث الحالية تشير إلى أن هناك إمكانيات كبيرة لتطويرها لكشف أنواع أخرى من السرطان، بما في ذلك سرطان الدم. ويعمل الباحثون على فهم أعمق لآليات إنتاج الجزيئات التي تنتقل عبر التنفس، بهدف تحسين دقة الاختبار وتقليل زمن جمع العينة، والذي يمكن أن يُختصر إلى ثوانٍ قليلة، مما يسهل استخدامه في الاستخدامات الروتينية والمنزلية.