اكتشاف جديد في مجال الطب يستخدم الجل المستخلص من اللبن
بدأ الباحثون بابتكار نوع جديد من الهلام القابل للحقن، مستوحى من جسيمات نانوية طبيعية موجودة في الزبادي، تسمى الحويصلات خارج الخلية (EVs). هذه الجسيمات تلعب دورًا مهمًا في تواصل الخلايا مع بعضها، من خلال حملها للبروتينات والمواد الوراثية التي تحفز عمليات التجدّد وإصلاح الأنسجة، وتُعد هذه الميزة صعبة التقليد من قبل المواد الصناعية.
تم الاعتماد على مصدر رخيص ومتوافر بكثرة، وهو الزبادي، لاحتوائه على حويصلات يمكن استخلاصها وتحويلها إلى هلام طبي فعال. وبتصميم نظام هيدروجيل مبتكر، يمكن أن تنقل الحويصلات إشارات بيولوجية تُحفز خلايا الجسم على التجدد، بالإضافة إلى تشكيل مادة بنائية مرنة واستقرارًا يمكن حقنه بسهولة في الجسم.
أظهرت التجارب على الفئران أن حقن هذا الجل آمن ومتوافق حيويًا، حيث ساعد في تكوين أوعية دموية جديدة خلال أسبوع، وهو خطوة مهمة في عملية ترميم الأنسجة. كما أُثبت أن المادة حفزت استجابة مناعية مضادة للالتهابات، وسرّعت عملية الشفاء، دون أن تظهر عليها آثار جانبية، ويعود ذلك إلى بيئة الجل التي تقترب من البيئة الطبيعية للجسم، مما يعزز سرعة التجدد.
لم يقتصر العمل على استخدام حويصلات الزبادي فقط، بل أجرى الباحثون تجارب على الحويصلات المستخلصة من مصادر أخرى، مما يدل على مرونة المنصة وقدرتها على التطبيق في مجالات مختلفة.
حمل هذا الاكتشاف أملًا جديدًا في علاج الجروح وصحة الأنسجة، حيث أكد الباحث أرتميس مارغارونيس أن تصميم مادة تحاكي طبيعة الجسم وتسرع من عملية الشفاء يمثل خطوة مميزة في مجال الطب التجديدي. ويبرز أن الطبيعة، بما فيها منتجات الألبان، قد تخبئ حلولاً طبية مبتكرة لمستقبل صحة الإنسان، وتفتح أبوابًا لعلاجات سهلة وفعالة باستخدام مواد طبيعية وميسورة التكاليف.