رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

ما هو “إسهال المسافر” وطرق الوقاية منه، وهو نوع من الاضطرابات الهضمية

شارك

مع بداية موسم الإجازات الصيفية، يزداد خطر تعرض الأشخاص لتغير نوعية الطعام أو تلوثه نتيجة ارتفاع درجة الحرارة، مما يسرع تلف الأطعمة ويؤدي إلى مشاكل صحية. ونتيجة لتغير المناخ وارتفاع درجات الحرارة، تصبح الظروف مواتية لنمو البكتيريا والفيروسات على الأطعمة المكشوفة، مما يزيد من احتمالية الإصابة بالتسمم الغذائي والأمراض المعدية. كما أن ارتفاع الرطوبة يؤدي إلى زيادة نمو الميكروبات على الأطعمة، مما يهدد السلامة الغذائية.

الإصابة بإضطرابات هضمية نتيجة التغيرات المناخية

بالإضافة إلى ذلك، قد يحدث خلال الصيف اضطراب شائع يعرف باسم إسهال المسافرين، وهو نوع من الإضطرابات الهضمية الذي غالبًا ما يكون ناتجًا عن تناول طعام ملوث أو غير صحي خلال السفر. ويستمر هذا الإسهال أحيانًا لأيام قليلة وينتهي تلقائيًا، لكن في بعض الحالات قد يستمر لأسابيع أو شهور، حتى أنه يدوم لسنوات عند بعض الأشخاص، بحيث يعاني ما يقرب من 80% منهم من أعراض مستمرة لمدة عام أو أكثر.

متلازمة القولون العصبي بعد الإصابة بعدوى

تسبب الإصابة بعدوى بكتيرية أو فيروسية أو طفيلية إسهالًا يندرج تحت التسمم الغذائي، ومع تلاشي العدوى، قد يستمر ظهور أعراض متلازمة القولون العصبي بعد العدوى، والتي تتمثل في آلام بالبطن، انتفاخ، واضطرابات في الإخراج، سواء كانت إسهالًا أو إمساكًا أو كليهما. ويظل حوالي 25% إلى 30% من الأشخاص يعانون من أعراض هذه الحالة بعد عشر سنوات، ويتمثل سببها غالبًا في استجابة مناعية ذاتية غير طبيعية نتيجة خطأ في تمييز البروتينات.

ما هو القولون العصبي بعد العدوى؟

يحدث القولون العصبي بعد العدوى عندما تستمر أعراض إسهال المسافرين بعد زوال العدوى الأصلية، وغالبًا ما يكون السبب مرتبطًا بعدوى بكتيرية، مثل بكتيريا الإشريكية القولونية أو الشيجيلا أو السالمونيلا، والتي تنتقل عن طريق الطعام أو الماء الملوثين. ويظن الخبراء أن استجابة مناعية غير منظمة أو تضرر في التوازن الطبيعي للبكتيريا المفيدة بالأمعاء يساهمان في استمرار الأعراض، ويُعزى ذلك إلى أن تعطيل وظيفة الفينكولين، وهو بروتين مهم للأمعاء، يؤدي إلى ضعف الوظيفة المناعية وخلل في التوازن البكتيري، مما يسبب الالتهابات المزمنة واضطرابات الإخراج.

الأسباب الشائعة للإسهال وارتباطها بمتلازمة القولون العصبي

ينتج إسهال المسافرين عادة عن مسببات مرضية مثل البكتيريا، الطفيليات، أو السموم الضارة، حيث تهاجم الجهاز المناعي، وهو يسبب ضعفًا في وظائف الأمعاء، ويؤدي إلى تغيرات في عملية الإفراغ، مما يساهم في تطور متلازمة القولون العصبي. وتنتج بعض حالات الإسهال عن تعاطي المضادات الحيوية، التي تخل بتوازن البكتيريا النافعة، وتسمح للبكتيريا الضارة بالنمو، مع زيادة احتمالية الالتهاب والأعراض المزمنة.

عوامل الخطر ومضاعفات الحالة بعد الإصابة

يزداد احتمالات الإصابة بمتلازمة القولون العصبي بعد العدوى عند النساء، والشباب، والأشخاص الذين يعانون من حالات صحية سابقة كالسمم الغذائي أو خلل التنسج النقوي. كما أن الإصابة بحالات تسمم غذائي حاد تزيد من فرص تطوير الحالة، خاصة إذا كانت الاستجابة المناعية ضعيفة أو تعتريها اضطرابات جينية، مما يجعل الشخص أكثر عرضة لتكرار الأعراض أو تفاقمها.

الوقاية والنصائح لتجنب الحالة خلال الصيف

لحماية نفسك من إسهال المسافرين ومتلازمة القولون العصبي بعد العدوى، من المهم الالتزام ببعض الإجراءات الوقائية عند السفر. يُنصح بتجنب تناول الأطعمة النيئة أو غير المطهية جيدًا، خاصة المنتجات من الألبان غير المبسترة، اللحوم، الأسماك، والمحار. كما يُفضل الامتناع عن السلطات والخضروات غير المطهية والفواكه غير المقشرة، والابتعاد عن الأطعمة والمشروبات من الباعة الجوالين. إلى جانب ذلك، يجب استخدام المياه المعبأة في زجاجات وعدم استهلاك مياه الصنبور أو الثلج إلا إذا ثبت أنها آمنة، مع تجنب تناول الأطعمة من أماكن غير موثوقة.

أما بالنسبة للأشخاص الأكثر عرضة، مثل مرضى القولون العصبي أو داء الأمعاء الالتهابي، فيُنصح بمراجعة الطبيب قبل السفر، وقد يُوصف لهم مضاد حيوي وقائي حسب الحالة. وفي حال الإصابة بالتسمم الغذائي، يُنصح بعدم استعمال المضادات الحيوية بشكل عشوائي لعلاج الإسهال الخفيف، لأنها قد تتسبب في اضطرابات أكبر في التوازن البكتيري، ويُفضل استشارة الطبيب لمعرفة العلاج الأنسب في الحالات الشديدة التي تتطلب تدخلًا طبيًا باستخدام المضادات الحيوية.

مقالات ذات صلة