رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

ما هو إسهال المسافر وطرق الوقاية منه، كنوع من الاضطرابات الهضمية

شارك

يشهد موسم الصيف ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة، مما يؤثر على نوعية الطعام ويزيد من احتمال تلوثه، خاصة إذا لم يُحفظ بشكل سليم أو جُهز بطريقة غير صحية. يتسبب ارتفاع الحرارة في سرعة فساد الطعام، مما يزيد من مخاطر التسمم الغذائي. كما أن تغير المناخ يساهم في زيادة انتشار الأمراض والطفيليات التي يمكن أن تنتقل عبر الأطعمة غير النظيفة، مما يضاعف خطر الإصابة بمشكلات صحية أثناء الإجازة.

الإصابة بمتلازمة الإسهال بعد السفر وأهميتها

تنتشر في فترات الصيف أحيانًا حالات من اضطرابات الجهاز الهضمي تعرف باسم إسهال المسافرين، وهو اضطراب مؤقت قد يستمر لعدة أيام ويزول غالبًا تلقائيًا. إلا أن بعض الحالات تبقى لأشهر طويلة بعد الإصابة، وأشارت دراسات إلى أن نحو ثمن المصابين يعانون من أعراض مستمرة ستة أشهر على الأقل، وغالبًا تستمر أعراض الغالبية منهم لمدة سنة أو أكثر.

متلازمة القولون العصبي بعد العدوى

تسبب العدوى البكتيرية أو الفيروسية أو الطفيلية التي تنتقل عبر الطعام الملوث أو الماء غير المعقم حدوث إسهال، ولكن في بعض الحالات تستمر الأعراض بعد شفاء العدوى، وتُعرف باسم متلازمة القولون العصبي بعد العدوى. يعتقد الخبراء أن هذه الحالة تكون نتيجة لاستجابة مناعية ذاتية أو تفاعل غير صحيح للجهاز المناعي بعد الإصابة، ويكون السبب أحيانًا هو البكتيريا المعروفة مثل الشيجيلا والإشريكية القولونية والسالمونيلا، أو الطفيليات مثل الجيارديا.

أسباب وتأثيرات الإسهال المزمن

يؤدي تعطيل وظيفة بروتين الفينكولين، الذي يلعب دورًا هامًا في تنظيم حركة الأمعاء، إلى ضعف عملية التحكم في إفراغ الأمعاء، مما يسبب الالتهاب المزمن وتغيرات في وظيفة القولون، حيث تظهر أعراض مزمنة مشابهة للقولون العصبي. تؤدي هذه الحالة إلى حدوث انتفاخات وألم في البطن، مع اضطرابات في الإخراج بين إسهال وإمساك، وتظل بعض الأعراض مستمرة لسنوات بعد الإصابة.

عوامل الخطر ومتى يجب الانتباه

تزداد احتمالية الإصابة بهذه الحالة عند النساء والشباب، خاصة إذا تعرض الشخص لتسمم غذائي شديد أو يعاني من متلازمة القولون العصبي أصلًا. أما أصحاب التاريخ الأسبق للعدوى المعوية أو الاضطرابات الوراثية، فهم أكثر عرضة لتطور الحالة وظهور أعراض أكثر حدة. ويُعتقد أن الأشخاص الذين يعانون من حساسية مفرطة أو التهابات الأمعاء المزمنة هم أيضًا أكثر عرضة لتطور الحالة بعد الإصابة بالعدوى.

الوقاية والنصائح للحد من الإصابة

لمنع حدوث إسهال المسافرين أثناء الإجازة الصيفية، من الضروري اتخاذ إجراءات وقائية عند السفر. ينصح بتجنب تناول الأطعمة النيئة أو غير المطهية جيدًا، مثل اللحوم غير المطبوخة، والمأكولات البحرية، والبيض، والفاكهة أو الخضروات غير المقشرة، بالإضافة إلى تجنب الأطعمة التي تباع من قبل الباعة الجائلين أو في أماكن غير موثوقة. كما يفضل استخدام مياه معبأة بدلاً من مياه الصنبور، وتجنب الثلج غير المؤكد نظافته، خاصة في المناطق ذات الإصابات المعوية المتكررة.

بالإضافة إلى ذلك، ينصح الأشخاص المعرضون للخطر، مثل من يعانون من متلازمة القولون العصبي أو أمراض الأمعاء الالتهابية، باستخدام أدوية وقائية، مثل المضادات الحيوية، قبل السفر للحد من فرص الإصابة. وإذا حدثت الإصابة بتسمم غذائي، يجب تجنب تناول المضادات الحيوية إلا في الحالات الشديدة، حيث أن استخدام الأخيرة بدون استشارة طبية قد يؤدي إلى اضطرابات في التوازن الميكروبي للأمعاء ويزيد من خطر تطور الحالة لاحقًا.

مقالات ذات صلة