تأثير الإجازات الصيفية على صحة الجهاز الهضمي
تبدأ حالات تلوث الطعام أو نوعيته في الارتفاع خلال موسم الإجازات الصيفية، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة، ما يعرض الطعام للتلف بسرعة ويسبب أضرارًا صحية للأشخاص الذين يتناولونه. هذه الظروف قد تؤدي إلى الإصابة بأمراض معوية نتيجة التسمم الغذائي أو البكتيريا الضارة في الطعام الملوث.
الإصابة بمتلازمة إسهال المسافرين
تحدث غالبًا أثناء السفر نتيجة التقاط مسببات الأمراض من المياه أو الأطعمة غير النظيفة، حيث يعاني الشخص من إسهال يستمر لأيام قليلة وغالبًا ما يختفي تلقائيًا، لكن بعض الحالات قد تتطلب فترة أطول من العلاج أو قد تستمر لعدة شهور. تظهر الدراسات أن نسبة قليلة من الأشخاص يستمر لديهم الأعراض لمدة ستة أشهر على الأقل، مع نسبة ملحوظة تعاني من أعراض مستمرة لعام كامل أو أكثر.
أسباب ومتلازمة القولون العصبي بعد عدوى الطعام
ينتج إسهال المسافرين بشكل رئيسي عن عدوى بكتيرية أو فيروسية أو طفيلية، وتُعتبر من أنواع التسمم الغذائي التي تلتقط عند استهلاك أطعمة غير معقمة. بعد القضاء على العدوى، قد تستمر أعراض تشمل الألم والانتفاخ في البطن، إلى جانب الإسهال أو الإمساك، وتسمى الحالة بعد السفر بمتلازمة القولون العصبي ما بعد العدوى، وهي مشكلة قد تصبح مزمنة لدى بعض الأشخاص.
كيفية نشوء الحالة وأسبابها
تحدث متلازمة القولون العصبي بعد العدوى عندما تستمر الأعراض رغم زوال السبب المباشر للعدوى، وغالبًا ما يعتقد الخبراء أن ذلك يرجع إلى استجابة مناعية غير طبيعية أو تفاعل بكتيري غير طبيعي مع الأمعاء. البكتيريا الشائعة المرتبطة بالحالة تشمل شيجيلا، الإشريكية القولونية، السلمونيلا، وغيرها، والتي تؤثر على وظيفة الأمعاء بطريقة غير صحية، وتؤدي إلى الالتهاب والاضطرابات في عملية الإفراغ.
العوامل التي تزيد من خطر الإصابة
تتزايد احتمالية الإصابة بهذا الاضطراب لدى الأشخاص الذين أصيبوا سابقًا بتسمم غذائي شديد، وتكون الحالة أكثر شيوعًا بين النساء والشباب، مع وجود عامل وراثي محتمل. كما أن وجود حالات من اضطرابات الأمعاء المزمنة أو خلل التنسج النقوي يزيد من احتمالية الإصابة مرة أخرى أو ظهور أعراض أكثر حدة.
طرق الوقاية وتجنب الإصابة
لحماية نفسك أثناء السفر، يجب تجنب تناول الأطعمة النيئة والمنتجات غير المبسترة، واللحوم، والأجبان، والأسماك، والمحار، والبيض، مع تجنب السلطات والخضروات غير المطبوخة والفواكه غير المقشرة. يُنصح باستخدام المياه المعبأة بدلًا من مياه الصنبور أو الثلج عند الشك في جودتها، وتجنب الأطعمة من الباعة الجائلين. في الحالات الأكثر عرضة، قد يصف الأطباء مضادات حيوية وقائية قبل السفر إلى مناطق عالية الخطورة، كما يُنصح بعدم تناول المضادات الحيوية لعلاج الإسهال الخفيف لأنها قد تؤدي لمضاعفات أكبر على الميكروبيوم الطبيعي للأمعاء.