اكتشاف جهاز جديد يمكن ارتداؤه لتتبع الأدوية بسهولة
تطور العلماء جهازًا يمكن ارتداؤه يتيح تتبع مستويات الأدوية في الجسم بسهولة ودون الحاجة إلى عمليات سحب الدم أو التحاليل المعملية، خاصة للأشخاص المصابين بالاضطراب ثنائي القطب. يساعد هذا الجهاز على مراقبة مستويات الأدوية بشكل دقيق من خلال تقنية غير جراحية، مما يسهل على المرضى ومتابعيهم إدارة العلاج بشكل أكثر أمانًا وفعالية.
فوائد الجهاز الجديد، خاصة لمريض الليثيوم
وفقًا لتقرير مجلة “نيوزويك”، يُعتبر هذا الجهاز الأول من نوعه الذي يُحدث نقلة نوعية في الحيازة على علاج الليثيوم، وهو واحد من مثبتات المزاج المستخدمة في علاج اضطراب ثنائي القطب. يساعد الجهاز في تعزيز جودة العلاج، وتحسين الراحة، وتقليل المخاطر المرتبطة بتناول الأدوية، مع المساهمة في تقليل الحاجة إلى زيارات الطبيب المستمرة لإجراء الاختبارات الفسيولوجية التقليدية. إذ يتطلب تنظيم جرعة الليثيوم دقة متناهية، فجسم الإنسان يحتاج إلى جرعة محددة بدقة، لأن جرعة منخفضة قد تكون غير فعالة، وجرعة عالية قد تتسبب في سمية خطيرة قد تصل إلى تلف الكلى أو الغدد الدرقية، أو حتى الوفاة.
تقنية تتبع الليثيوم عبر العرق
يزعم الباحثون من جامعة جنوب كاليفورنيا أن العرق يُعد بديلًا أسهل من الدم لقياس مستوى الليثيوم، لأنه يمكن جمعه بطريقة غير جراحية ويعكس تركيزات الدواء في الوقت الحقيقي. كانت الطرق السابقة تتطلب جمع عينات من سوائل الجسم وإجراء تحاليل معملية، أو استخدام أجهزة معقدة مثل أجهزة تحفز العرق أو مستشعرات تغير لونها وتصور المستويات. ولكن الجهاز الجديد يعتمد على تقنية ترتكز على التصاقه بالجلد، فيه نظام آمن يعتمد على التيار الكهربائي لتحفيز العرق بدون مجهود بدني، ويجمع البيانات مباشرة ويرسلها إلى تطبيق على الهاتف.
تصميم وتكنولوجيا الجهاز القابل للارتداء
يحتوي الجهاز على نظام مصمم لحماية البشرة، ويعمل عبر تحفيز التعرق خلال دقائق فقط، من دون الحاجة لاستخدام إبر أو أدوات جراحية. يتم توصيل البيانات مباشرةً إلى هاتف المستخدم، مما يتيح مراقبة مستويات الليثيوم بشكل مستمر من المنزل. يقتصر دوره على قياس مستويات الليثيوم، ويعرض النتائج بشكل واضح وسهل الوصول إليه، مما يقلل من الاعتماد على الطرق التقليدية التي تتطلب أدوات كثيرة ووقتًا وجهدًا كبيرين.
مميزات وتقنيات الجهاز
الجهاز يشبه لاصقًا بسيطًا يتصل بالجلد، ويقوم بتحفيز التعرق تلقائيًا، مع قياس مستويات الليثيوم بشكل مستمر، وردها مباشرة إلى الهاتف الذكي. هذا يقلل الحاجة إلى جهاز مراقبة الجلوكوز الذي يتطلب وخز الإصبع، ويجنب الحاجة إلى أدوات معقدة، حيث يكتفي الجهاز بتحفيز العرق ثم قياس المستوى. ويساعد هذا الأسلوب على تحسين سلامة المرضى، إذ يمكن تعديل جرعات الأدوية بسرعة حسب الحاجة، وتقليل مخاطر السمية والأضرار الصحية المحتملة.
آفاق وتطويرات مستقبلية
وفي المستقبل، يهدف الباحثون إلى تطوير أنظمة متقدمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لضبط جرعات الليثيوم تلقائيًا، لتوفير علاج أكثر أمانًا وفعالية. تخيل فريق البحث أن تكون الأجهزة أكثر ذكاءً، بحيث تتكيف تلقائيًا مع احتياجات كل مريض، ما يحقق أقصى فائدة علاجية مع أقل مخاطر للأعراض الجانبية.