تشير الدراسات الحديثة إلى أن تناول اللحوم الحمراء، خاصةً تلك الخالية من الدهون، يمكن أن يكون أقل ضرراً على صحة الأمعاء مقارنة بالدجاج، إذ يعزز البكتيريا المفيدة ويدعم إنتاج الأحماض الأمينية الأساسية اللازمة لصحة الجسم. في الوقت ذاته، يؤكد الباحثون أن اللحوم الحمراء غير المعالجة تلعب دورًا مهمًا في توفير البروتين والمواد المغذية الضرورية، مع تقليل المخاطر المرتبطة بالمأكولات المعالجة أو المطهوة على درجات حرارة عالية التي قد تحتوي على مواد كيميائية ضارة.
تأثير اللحوم على ميكروبيوم الأمعاء
أجريت دراسة إسبانية على مجموعة من الشباب تتراوح أعمارهم بين 18 و22 عامًا، حيث تم تتبع تأثير نظامي غذائي يعتمد على الدجاج ولحم البقر على ميكروبيوم الأمعاء على مدى ثمانية أسابيع. أظهرت النتائج أن النظام القائم على الدجاج أدى إلى تقليل تنوع وثراء البكتيريا المفيدة في الأمعاء، مع زيادة في بعض البكتيريا الضارة المرتبطة بمخاطر الإصابة بسرطان الأمعاء. بالمقابل، كان النظام الذي يعتمد على لحم البقر الخالي من الدهون مفيدًا في تقوية البكتيريا الصحية وحماية حاجز الأمعاء من الالتهابات والأمراض.
طرق إعداد اللحوم وتأثيرها
تم تحضير اللحوم باستخدام طرق طهي موحدة مثل الشواء والطهي على نار هادئة والتحميص، لضمان مقارنة عادلة بين النظامين. أظهرت النتائج أن لحم البقر، خاصةً الخالي من الدهون، يعزز صحة الأمعاء ويشجع على إنتاج الأحماض الأمينية الأساسية، مما يدعم وظيفة الجهاز المناعي ويقوي عضلات الجسم. بعد فترة استراحة من الأربعة أسابيع بين النظامين، عاد المشاركون إلى نظامهم الغذائي الطبيعي، ووجد الباحثون أن تأثير لحم البقر الإيجابي على ميكروبيوم الأمعاء كان واضحًا، مع تحسين في الوظائف الصحية للجهاز الهضمي.
مخاطر تناول الدجاج بشكل مفرط
كشفت الأبحاث أن اعتماد نظام غذائي غني بالدجاج قد يُضعف قدرة الجسم على معالجة الجلوكوز، مما يؤثر سلبًا على مستويات السكر في الدم ويزيد من مخاطر اضطراباتها، بما قد يسبب نوبات أو اضطرابات في النوم وفقدان الوعي. كما أظهرت الدراسة أن هذا النظام يقلل من إنتاج الأحماض الأمينية الضرورية، التي تلعب دورًا رئيسيًا في تعزيز المناعة وصحة الأمعاء. بالإضافة إلى ذلك، توصلت أبحاث أخرى إلى أن تناول أكثر من 300 جرام من الدجاج أسبوعيًا يضاعف خطر الإصابة بأنواع متعددة من السرطان، بما في ذلك سرطانات القولون والمعدة، ربما بسبب المواد الكيميائية الناتجة عن الطهي على درجات حرارة عالية أو العلف المستخدم في تربية الدواجن.
التحذيرات الصحية من تناول اللحوم
تشير البيانات إلى أن حوالي 21% من حالات سرطان الأمعاء ترتبط باستهلاك اللحوم الحمراء والمعالجة، خاصةً عند طهوها بدرجات حرارة عالية، حيث تتكون مواد كيميائية قد تكون مسرطنة. ومع ذلك، تؤكد الهيئات الصحية أن تناول اللحوم بشكل معتدل ومتوازن يظل جزءًا مهمًا من النظام الغذائي الصحي، حيث يساهم في تزويد الجسم بالبروتين الضروري لبناء العضلات، بالإضافة إلى فيتامين ب12 الضروري لصحة الجهاز العصبي. توصي الهيئات الصحية بتقليل استهلاك اللحوم الحمراء إلى حوالي 70 جرامًا يوميًا، بدلاً من 90 جرامًا، للمساهمة في تقليل المخاطر الصحية المرتبطة بالشراهة في تناولها.