تشير الدراسات الحديثة إلى أن تناول اللحوم من المصادر المختلفة يؤثر بشكل كبير على صحة الأمعاء والوقاية من الأمراض المزمنة. وقد أظهرت بحوث أن اللحوم الخالية من الدهون، وخصوصًا لحوم البقر، تكون أقل ضررًا على أمعائك مقارنة بدهون الدجاج أو اللحوم المعالجة، حيث تساعد على تعزيز البكتيريا المفيدة في الأمعاء وتدعم إنتاج الأحماض الأمينية الأساسية اللازمة لوظائف الجسم المختلفة.
تأثير اللحوم على ميكروبيوم الأمعاء
قام فريق من الباحثين الإسبان بدراسة تأثير تناول الدجاج ولحم البقر على مجتمع البكتيريا في الأمعاء لدى مجموعة من الأفراد الشباب. وأظهرت النتائج أن النظام الغذائي القائم على الدجاج أدى إلى انخفاض كبير في تنوع الميكروبيوم، بالإضافة إلى زيادة وجود بكتيريا ضارة في الأمعاء، مما قد يربط بينه وبين ارتفاع احتمالات الإصابة بسرطان الأمعاء وأمراض أخرى. على النقيض، ساعد تناول لحوم البقر الخالية من الدهون في زيادة البكتيريا المفيدة التي تحمي جدار الأمعاء من الالتهابات والأمراض.
طرق الطهي وتأثيرها على القيمة الغذائية
استخدم الطهاة طرقًا موحدة في إعداد اللحوم، مثل الشواء والتحميص والطهي ببطء، للحفاظ على القيمة الغذائية، مع العلم أن مصدر البروتين والدهون في كل من النظامين الغذائيين كان متشابها. وخضع المشاركون لفترة استراحة بين النظامين الغذائيين للسماح لبكتيريا الأمعاء بالعودة إلى حالتها الطبيعية قبل تناول نوع آخر من اللحوم.
الآثار الصحية لتناول اللحوم
وجدت الدراسة أن تناول لحم البقر الخالي من الدهون يُعد أقل تأثيرًا سلبيًا على الأمعاء ويعزز البكتيريا الصحية ويدعم إنتاج الأحماض الأمينية الضرورية للجهاز المناعي والجهاز الهضمي. بالإضافة إلى ذلك، أظهر الباحثون أن تناول الدجاج بشكل مفرط قد يعيق قدرة الجسم على معالجة الجلوكوز ويسبب تغيرات في مستوى السكر بالدم، مما قد يهدد الصحة بشكل عام. كما أن تناول كميات كبيرة من الدجاج، خاصة عند طهيه في درجات حرارة عالية أو باستخدام العلف غير الصحي، قد يزيد خطر الوفاة من أنواع محددة من السرطان، خاصة السرطان المرتبط بالجهاز الهضمي.
علاقة اللحوم بمرض السرطان
تشير الأبحاث إلى أن استهلاك اللحوم الحمراء والمصنعة يمثل نسبة كبيرة من حالات سرطانات الأمعاء، إذ تحتوي اللحوم على مواد كيميائية تتكون خلال الطهي في درجات حرارة مرتفعة، والتي قد ترفع من خطر الإصابة بالسرطان. ومع ذلك، تعتبر هيئة الصحة الوطنية أن تناول اللحوم بشكل معتدل، وبكميات مناسبة، ضروري لتوفير البروتينات والفيتامينات الأساسية مثل فيتامين ب12، التي تساهم في بناء العضلات ورفع كفاءة الجهاز العصبي.
التوصيات الصحية المتعلقة بتناول اللحوم
توصي السلطات الصحية بتقليل كمية اللحوم الحمراء المأكولة يوميًا من حوالي 90 جرامًا إلى حوالي 70 جرامًا، خاصة للذين يتبعون نمط حياة نشط ويرغبون في الحفاظ على صحتهم العامة. كما أن تناول اللحوم باعتدال، مع مراعاة طرق الطهي الصحية، يساهم في دعم صحة الأمعاء وتقليل مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة، بما في ذلك السرطان وأمراض القلب.