رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

تظهر بصحة جيدة وتعاني بصمت.. ما هو اضطراب القلق الوظيفي العالي

شارك

يبدأ الكثير من الناس بالشعور بالقلق أحيانًا، خاصة في المواقف العصيبة، إلا أن بعضهم يجد صعوبة في السيطرة على هذا القلق المفرط والمستمر، والذي قد يعرقل حياتهم اليومية. إذا كانت أعراض القلق تؤثر على أدائك اليومي بشكل كبير، فقد يكون ذلك علامة على وجود اضطراب القلق، والشائع أن يصيب ملايين الأشخاص حول العالم.

يعرف اضطراب القلق بشكل فرعي باسم القلق الوظيفي العالي، وهو نوع من اضطراب القلق العام. يحدث عندما يعاني الشخص من أعراض القلق، لكنه يواجهها بمحاولة لمواجهة مخاوفه بدلًا من الانسحاب، وغالبًا يكون ماهرًا في إخفاء تلك الأعراض. يصعب اكتشافه لأن المظهر الخارجي يظل هادئًا، رغم المشاكل الداخلية التي يعانيها الفرد.

لماذا نغفل الضغط الصامت للقلق الوظيفي العالي؟

عادةً ما يمر اضطراب القلق الوظيفي العالي دون ملاحظته، حيث يحاول الشخص إخفاء ألمه من خلال الإنجاز والإنتاجية المتزايدة، الأمر الذي يصعب تصديقه أو الكشف عنه. يتجاهل الكثيرون خطورة أعراضه أو يقللون من شأنها، رغم أنها تؤدي إلى توابع صحية ونفسية خطيرة، منها الشعور المستمر بالقلق والتعب والإرهاق النفسي.

في المجتمع، يُشجع بعض السلوكيات التي تترافق مع هذا النوع من القلق، مثل السعي للكمال والإنتاجية المفرطة والتخطيط الدقيق، إلا أن داخل الشخص هناك صعوبة في الشعور بالطمأنينة والأمان. يحفز القلق الأداء العالي، لكن هذا الأداء يقوده في النهاية إلى الإرهاق والتدهور في العلاقات والاحتياجات العاطفية.

ما الذي يُسبب القلق الوظيفي العالي؟

تشمل العوامل المساهمة الضغط الناتج عن المجتمع للظهور بمظهر النجاح، والخوف من الأحكام المسبقة، والمقارنات المستمرة مع الآخرين، بالإضافة إلى الأفكار التي لا تتوقف، والتي تربك من يعاني منه، مسببة الأرق والتوتر المستمر. يعاني بعض الأشخاص من متلازمة المحتال، حيث يشعرون دائمًا بعدم الكفاءة ويخافون من كشف حقيقتهم، رغم نجاحهم الظاهر.

كيفية التغلب على القلق الوظيفي العالي

يجب أن يبدأ الشخص بتحديد مُحفزاته الشخصية، من خلال تقييم مشاعره وأفكاره، خاصة إذا كان يشعر بعدم الاستقرار أو يخشى ردة فعل الآخرين. يساعد فهم أسباب قلقك على إدارة هذا القلق بشكل أكثر فاعلية، وفصل قيمك الشخصية عن توقعات المجتمع، من خلال التساؤل عن ما هو مهم حقًا بالنسبة لك، وما الذي يمنح حياتك معنى ورضا بدلًا من مجرد السعي للنجاح الخارجي.

من الضروري أن تظهر لطفًا مع نفسك، وتقبل أنه من الطبيعي أن تخطئ أو تطلب مساعدة أو تتباطأ، لأنها ليست علامات ضعف، بل علامات إنسانية. احط نفسك بأشخاص يقدّرونك بما أنت عليه، وليس فقط بناء على إنجازاتك. لا تهمل أيضًا أهمية العناية بصحتك الجسدية، كالانتظام في تناول الوجبات، والنوم الجيد، وممارسة النشاط والحركة، والتنفس العميق، فهذه العوامل تعزز من مرونتك العاطفية وتنظم جهازك العصبي بشكل فعال.

مقالات ذات صلة