يحدث التعرق المفرط عندما يكون معدل العرق أكثر من الطبيعي، وهو حالة يعاني منها نحو 5% من سكان العالم، وتفسير ذلك يتطلب فهم آلية التعرق بشكل مسبق. يختلف سبب التعرق الزائد من شخص لآخر، ويتأثر بعدة عوامل متعددة، فليس هناك سبب واحد يحدد كمية التعرق التي يفرزها الفرد.
العوامل المؤثرة في زيادة التعرق
يؤثر حجم الجسم على كمية التعرق، فالأشخاص الأكبر حجمًا يولدون حرارة أكبر نتيجة لضخامة الكتلة، مما يتطلب تعرقًا أكثر لتبريد الجسم، بالإضافة إلى أن مساحة سطح الجسم الأكبر تساهم في زيادة الحاجة إلى التبريد. مع التقدم في العمر، يتراجع قدرة الجسم على مقاومة الحرارة، حيث تتغير وظيفة الغدد العرقية ويقل قدرة الجسم على التبريد، مما قد يؤدي إلى زيادة في التعرق لدى كبار السن. تبين أن وجود كتلة عضلية أكبر ينتج حرارة أكثر من الدهون، لذلك حتى لو كان شخصان يزنون نفس الشيء، فإن معدل التعرق لديهما قد يختلف بناءً على نسبة العضلات في جسمهما.
تؤثر الحالات الصحية المختلفة على كمية التعرق أيضاً، فالأمراض مثل نزلات البرد والإنفلونزا أو الحالات النفسية من قلق واكتئاب قد تزيد من التعرق. كما أن التغيرات الهرمونية تلعب دورًا، خاصة عند النساء في فترات انقطاع الطمث أو الحمل، حيث ترتفع درجة الحرارة الداخلية ويزداد التعرق استجابة لذلك. أما اللياقة البدنية العالية، فهي تميل إلى رفع معدل العرق، إذ أن الرياضيين يتعرقون أكثر لتبريد أجسامهم أثناء التمارين. العوامل الخارجية مثل تناول الأطعمة الحارة أو الكافيين، أو وجود ظروف جوية حارة، تسرع من إفراز العرق أيضًا.
نصائح لتقليل التعرق
للحد من التعرق، ينصح باستخدام مزيلات التعرق التي تسيطر على الرطوبة والرائحة، وارتداء ملابس قطنية أو أقمشة قابلة للتنفس تساعد على تهوية الجلد، كما من الأفضل الحفاظ على رطوبة الجسم بواسطة شرب الماء بكميات كافية. تجنب التدخين لأنه يساهم في زيادة التعرق، وإذا استمرت المشكلة بشكل كبير، يمكن التفكير في العلاج الطبي الذي يصفه الأطباء بعد التشخيص المناسب. بالإضافة إلى ذلك، يمكن الاعتماد على نمط حياة صحي يقلل من أسباب التعرق المفرط ويضمن توازنًا أكبر في جسم الإنسان.