تظهر علامات سرطان الرئة بعدة أشكال وقد تختلف بين الرجال والنساء، حيث تؤثر أنواع مختلفة من المرض على أجزاء مختلفة من الرئتين، ويُلاحظ أن معدل الإصابة يتفاوت بين الجنسين. بالإضافة إلى الأعراض التقليدية مثل السعال المستمر أو نزيف السعال، قد تلاحظ النساء أولًا تعبًا وضيق تنفس تدريجيين، وغالبًا ما يغبن عن ملاحظة هذه التغيرات التي قد تبدو خفيفة أو ناتجة عن الإرهاق أو التقدم في السن، مما يؤدي إلى تأخر التشخيص وتقدم المرض بشكل أكبر عند اكتشافه.
أنواع سرطان الرئة لدى النساء
تميّز أعراض سرطان الرئة بحسب مكان المرض في الرئتين ونوعه. يوجد نوعان رئيسيان من سرطان الرئة، الأول هو سرطان الرئة ذو الخلايا غير الصغيرة (NSCLC)، وهو الأكثر شيوعًا ويمثل حوالي 85% من الحالات، ويشمل أنواعًا فرعية متنوعة تختلف في خصائصها. أما النوع الثاني فهو سرطان الرئة صغير الخلايا (SCLC)، وهو أقل انتشارًا ويشكل 10-15% من الحالات، ويُربط غالبًا بالتدخين، ويتميز بسرعة انتشاره ونموه بالقرب من المجاري الهوائية الكبيرة، مما يسبب أعراضًا مبكرة مثل السعال وسعال الدم والصفير والتهابات متكررة في الجهاز التنفسي. بالإضافة إلى ذلك، توجد أورام الكارسينويد التي تقدر نسبتها بين 1 و2% ولا ترتبط بالتدخين، وغالبًا تظهر لدى نساء أصغر عمرًا، وتتميز بنمو بطيء جدًا.
الأعراض الشائعة لدى النساء
تتشابه أعراض سرطان الرئة عند الرجال والنساء في الغالب، إلا أن النساء غالبًا ما يبدأ ظهور الأعراض لديهن بتعب وضيق تنفس، ثم تتطور الأعراض الأخرى تدريجيًا. يعد التعب من أكثر العلامات شيوعًا، لكنه يتميز بأنه غير عادي ولا يتحسن بالنوم أو الراحة، ويشعر البعض بأنه تعب عام في الجسم. يليه ضيق التنفس، الذي قد لا يظهر بشكل واضح في المراحل المبكرة، وقد يُستهان به. كما يمكن أن يشعرن بألم في الظهر أو الكتف نتيجة لانتشار المرض في العظام أو تهيج الأعصاب، وهو عرض قد يظهر مبكرًا ويُعد من العلامات التحذيرية. وتعد الالتهابات التنفسية المتكررة، مثل التهاب الشعب الهوائية أو الالتهاب الرئوي، من الأعراض التي قد تسبق التشخيص وتزداد مع تطور السرطان، خاصة إذا تكرر أكثر من مرة خلال عام واحد.
السعال المستمر هو عرض أساسي في سرطان الرئة، لكنه أقل شيوعًا عند النساء بسبب الموقع المختلف للأورام. ومع ذلك، فإن بعض النساء يعانين من سعال مزمن يسبب إزعاجًا شديدًا في وقت متأخر من المرض. سعال الدم هو أحد العلامات التي تُعتبر من المؤشرات الأكثر خطورة وتشير إلى وجود سرطان في الرئة، حيث يحدث لدى نسبة تتراوح حول 7% من الحالات كعرض وحيد، ويصاب به عدد أكبر من الأشخاص حولي 21%. تظهر أعراض نادرة مثل إفراز هرمونات تؤدي إلى متلازمات مثل فرط الكالسيوم أو نقص الصوديوم أو متلازمة كوشينج، وهو ما يسبب تورمًا وارتفاع ضغط الدم ووجهًا يشبه القمر بسبب الإفراز الزائد لهرمون الكورتيزول.
متى يجب عليك زيارة الطبيب؟
ينبغي مراجعة الطبيب فور ظهور أعراض مثل تعب لا يزول مع الراحة، ضيق التنفس حتى عند عدم ممارسة نشاط، سعال مصحوب بدم، آلام في الظهر أو الكتف، خفقان القلب، سعال مستمر، أو تكرار الالتهابات التنفسية. من المهم أن تتبع حدسك الشخصي، وإذا شعرت أن هناك شيئًا غير طبيعي، فابحث عن استشارة طبية، حتى لو كانت الأعراض خفيفة أو تفسر على أنها مؤقتة وضعيفة.
الوقاية من سرطان الرئة
للحماية من الإصابة بسرطان الرئة، ينصح باتباع نمط حياة صحي يشمل ممارسة الرياضة بشكل منتظم والتنفس في الهواء النقي، مع الالتزام بإجراء الفحوصات الدورية للكشف المبكر عن المرض. الامتناع عن التدخين أو تقليل التدخين بشكل كبير أمر ضروري، كما يُنصح بتجنب التعرض للمواد المسببة للمرض في مكان العمل أو البيئة المحيطة. المحافظة على نمط حياة متوازن يساهم في تقليل احتمالات الإصابة ويعزز من القدرة على الكشف المبكر والعلاج الفعّال للمرض.