يؤثر نظام الأطفال الغذائي بشكل كبير على صحتهم على المدى الطويل، خاصةً صحة الفم. فعند بلوغ الطفل حوالي ستة أشهر، تتغير عاداته الغذائية بشكل جذري مع بداية تناوله للأطعمة الصلبة، مما يترك أثرًا مباشرًا على صحة أسنانه وفمه.
تشير الدراسات إلى أن العديد من الأطفال يتناولون بانتظام الفواكه والخضراوات، إلا أن نسبة كبيرة منهم تستهلك أيضًا أطعمة غنية بالسكر، مثل الحلويات، والتي تزيد من مخاطر تسوس الأسنان. فقد تبين أن الوجبات الخفيفة السكرية أكثر عرضة للتسبب في تسوس مقارنة بالأطعمة النشوية أو الكاملة غير المصنعة، مما يبرز أهمية نوعية الطعام الذي يتناوله الطفل.
تأثير الغذاء المبكر على صحة الفم
تؤثر الممارسات الغذائية في مراحل الطفولة المبكرة على تركيب ميكروبات الفم، مما قد يساهم في تطور تسوس الأسنان. فاستمرار تناول الأطعمة السكرية والمشروبات المحلاة يساهم في تعزيز نمو البكتيريا المسببة للتسوس، إلا أن دراسة حديثة أشارت إلى أن العلاقة بين الطعام غير الصحي وتسوس الأسنان قد تكون أكثر تعقيدًا، بحيث لا يكون الطعام وحده سببًا رئيسيًا، وإنما عوامل متعددة تلعب دورًا في هذه المشكلة.
هل السكر هو السبب الوحيد في تسوس الأسنان؟
أظهرت دراسة نُشرت في مجلة BMC Oral Health أن تناول الأطفال للوجبات والأطعمة السكرية أو غير المحلاة لم يكن مرتبطًا بشكل مباشر مع خطر تسوس الأسنان بشكل واضح. حيث فحص الباحثون مجموعة من الأطفال وراقبوا عاداتهم الغذائية وأجروا فحوصات للأسنان، ووجدوا أن تناول الوجبات السكرية زاد مع الوقت، لكن لم يتضح وجود علاقة قوية بين ذلك وبين حدوث التسوس. تشير النتائج إلى أن أسباب تسوس الأسنان تتنوع وتتعدى فقط استهلاك السكر، وتتطلب فهمًا أعمق لعوامل متعددة تؤثر على صحة الفم.
نصائح للحفاظ على صحة فم الأطفال
قبل ظهور أسنان الطفل، من المهم تنظيف لثته برفق بعد كل رضاعة عن طريق مسحها بقطعة قماش نظيفة ورطبة. مع بداية ظهور الأسنان، يجب أن تساعد الأطفال على تنظيف أسنانهم مرتين يوميًا باستخدام فرشاة ناعمة مع كمية صغيرة من معجون الأسنان بالفلورايد بحجم حبة الأرز. بعد بلوغ عمر ثلاث سنوات، يفضل استخدام كمية صغيرة من معجون الأسنان بحجم حبة البازلاء، والحرص على أن يتعلم الطفل أن يبصق المعجون بعد التنظيف، بالإضافة إلى تشجيعه على استخدام خيط الأسنان مرة يوميًا إذا كانت أسنانه تلامس بعضها البعض.
