رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

دراسة: لقاح جديد يعزز الحماية من أنواع السرطانات ويساعد في منع عودتها

شارك

أظهرت دراسة حديثة على الفئران أن لقاحًا جديدًا يعتمد على الحمض النووي الريبوزي (mRNA) يمكن أن يعزز استجابة الجهاز المناعي لمكافحة السرطان، ويُجري حالياً اختبارات سريرية على البشر في مراحل مبكرة.

توجهات جديدة في لقاحات السرطان

يشير الباحثون إلى أن اللقاحات التقليدية تهدف عادةً إلى الوقاية من الأمراض، بينما الآن تُطوّر لقاحات لعلاج السرطان من خلال استهداف الأورام التي تنمو بالفعل، بهدف القضاء علىها أو منع عودتها. إلا أن ذلك يواجه تحديات بسبب تنوع بروتينات السرطان بين المرضى، إذ عادةً تكون فريدة لكل مصاب، مما يتطلب تصنيع لقاحات مخصصة، وهو أمر يستهلك وقتًا طويلًا، وفي أثناء ذلك، يتأقلم السرطان ويتحور، ما يقلل من فاعلية العلاجات الشخصية.

البديل غير المخصص

ويعمل الباحثون على تصميم لقاح يثير استجابة مناعية عامة، لا تعتمد على خصائص بروتينات محددة، ويهدف إلى تنشيط الجهاز المناعي بشكل أوسع، وذلك من خلال تشجيع إفراز إنترفيرونات من النوع الأول التي تلعب دورًا مهمًا في السيطرة على الالتهابات وتوجيه الجهاز المناعي لمهاجمة الخلايا السرطانية في مراحلها المبكرة. فقد أظهر تجارب على الفئران أن إشارات الإنترفيرون تساعد على حشد الجهاز المناعي والتصدي للأورام، خاصة عندما يمنعها السرطان من إظهار هذه الإشارات، مما يسبب صعوبة في مقاومته.

آلية عمل لقاح mRNA ضد السرطان

يعتمد اللقاح على تكنولوجيا الحمض النووي الريبوزي (mRNA)، التي كانت أساسًا لأول لقاحات كورونا، ويعمل عن طريق إعطاء خلايا الجسم تعليمات لصنع مادة تعزز دفاعات المناعة الأولية، وتُحفز بشكل خاص جهاز المناعة الفطري، بدلاً من استهداف بروتينات معينة في الورم. يهدف هذا إلى زيادة إنتاج إنترفيرونات من النوع الأول، التي تلعب دورًا رئيسيًا في تنظيم الالتهابات، وتُساعد على جذب خلايا المناعة وتفعيلها لمهاجمة الأورام في مراحلها الأولى.

مستقبل اللقاح عند البشر

أظهرت التجارب على الفئران أن هذا النهج يمنع نمو الأورام ويحسن فعالية علاجات المناعة الحديثة، وخاصة في الحالات التي تكون فيها الأورام مقاومة للعلاج. وتُعتمد طريقة التطبيق على تنظيم استجابة مناعية عامة، الأمر الذي قد يقلل من الحاجة إلى تصميم لقاحات مخصصة لكل مريض، وهو الأمر الذي يسرع من عملية العلاج ويوفر وقتًا ثمينًا، خاصة في حالات السرطانات الصلبة التي غالبًا ما تكون مقاومة للعلاج التقليدي.

ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث

رغم النتائج المشجعة، لا تزال هناك حاجة إلى دراسات إضافية على البشر لتأكيد فاعلية وسلامة هذا النهج، حيث يجب أن يضمن اللقاح استجابة مناعية فعالة بدون معاناة من التهاب غير مرغوب فيه على المدى الطويل. ويجري الباحثون حاليًا تجارب سريرية على مرضى يعانون من سرطانات متكررة، مثل الورم الدبقي وسرطان العظام، باستخدام استراتيجية تجمع بين اللقاح والجراحات والعلاجات الأخرى، بهدف تسريع الاستجابة المناعية وتقليل وقت الحاجة للعلاج الشخصي.

مقالات ذات صلة