تقنية جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعى لتوقع سرطان الثدي خلال خمس سنوات
بدأ باحثون في كلية الطب بجامعة واشنطن في تطوير تقنية مبتكرة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحليل صور الثدي الشعاعية، بهدف تحديد احتمالية إصابة المرأة بسرطان الثدي خلال الخمس سنوات القادمة. تستند هذه التقنية إلى تحليل نوعين من صور الثدي الرقمية، هما الصور الثنائية الأبعاد والطوبية من التصوير الشعاعي الرقمي الكامل، بالإضافة إلى الصور الثلاثية الأبعاد الناتجة عن التصوير المقطعي الرقمي للثدي.
تم اعتماد الجهاز الجديد من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية باعتباره “جهازًا مبتكرًا”، مما أعطى عملية الموافقة السريعة على طرحه في السوق. هذا التصنيف ييسر وصول المرضى والأطباء للأجهزة الطبية الحديثة بسرعة، حيث أُجريت على الجهاز اختبارات دقيقة أظهرت قدرته على تحسين طرق التشخيص والعلاج.
يعمل الجهاز على تقدير خطر الإصابة بسرطان الثدي خلال خمس سنوات بدقة تفوق الطرق التقليدية، إذ يعادل دقته ضعف دقة الطرق القائمة التي تعتمد على عوامل مثل العمر والتاريخ العائلي والعرق. وقد تم تدريب النظام باستخدام صور مأموجراف من مئات الآلاف من النساء اللاتي خضعن لفحوصات سابقة، مما ساعد على تعيين العلامات المبكرة للمرض التي قد تظهر في المراحل المبكرة من تكوّن الورم، والتي يصعب اكتشافها بواسطة العين المجردة من قبل الأطباء.
الأهمية والتأثير على التشخيص المبكر
يساعد الجهاز في تحسين تقييم خطر الإصابة بسرطان الثدي قبل ظهور الأعراض، وهو أمر مهم لأنه مع انتشار الفحوصات، تُشخص نسبة من النساء في مراحل متأخرة من المرض، مما يقلل من فرص العلاج الناجح وينطوي على خطر الوفاة. إذ تنتج التقنية درجة مخاطرة تُمكّن من تحديد النساء الأكثر عرضة للإصابة، بحيث يمكن إحالتهن إلى أخصائيي الأشعة لاتخاذ إجراءات إضافية والتخطيط للعلاج المبكر.
اعتمد الجهاز أيضًا على تدريب نظامه باستخدام صور النساء اللواتي عانين من المرض، مما ساعد على تحديد العلامات التي تظهر في المراحل المبكرة. هذه القدرة على الكشف المبكر تُعد العامل الأهم في تحسين نسب النجاة، لأنها تُمكن من إجراء التدخلات العلاجية قبل أن تتطور الحالة بشكل خطير، وهو ما يخفف من عدد الحالات التي يتم تشخيصها متأخرة ويُقلل الوفيات الناجمة عن المرض.
فوائد التقنية ودورها في المستقبل
تُعد هذه التقنية خطوة مهمة في مجال التشخيص المبكر، خاصة أنها تعتمد على الذكاء الاصطناعي الذي يُعزز من قدرة الأطباء على تقييم الحالة بشكل أدق وسريع. نظام التقييم يركز على تحديد مخاطر الإصابة خلال خمس سنوات، ويُعتبر أداة مساعدة للأطباء، حيث يُغلّب أن يكون جزءًا من عملية المراجعة الروتينية لصور الثدي، ويُساعد على اتخاذ قرارات أفضل بشأن الحاجة للفحوصات الإضافية أو العلاج.
يُذكر أن الدراسات أظهرت أن استخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل الصور يضاعف دقة التوقعات مقارنة بالطرق التقليدية، ويُسهم بشكل فعال في التقليل من حالات التشخيص المتأخر. هذا يعكس أهمية الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة لضمان الكشف المبكر عن سرطان الثدي، الذي يُعد من أكثر أنواع السرطان انتشارًا بين النساء، ويُعتبر اكتشافه مبكرًا من أهم الخطوات لنجاح العلاج وخفض نسب الوفيات.