يحتفل الجمهور اليوم بذكرى ميلاد الفنان الكبير سعيد صالح، الذي يعتبر واحدًا من أبرز النجوم الذين حققوا نجاحًا واسعًا في عالم الفن، خاصةً في مجال الأداء الكوميدي. فقد تميز بأسلوب فريد وموهبة لافتة في تقديم الكوميديا، وقدم من خلال مسيرته الفنية العديد من الأعمال التي تنوعت بين السينما، الدراما التلفزيونية، والمسرح. استمرت رحلته الفنية لأكثر من خمسين عامًا، وأثرى الفكر الفني العربي بأعمال خالدة ما زالت محفورة في ذاكرة الجمهور حتى بعد وفاته.
مسرحياته الأبرز ونجاحاته الفنية
بدأ سعيد صالح مسيرته المسرحية بشكل لافت من خلال مسرحية “هاللو شلبي”، التي كانت بمثابة شهادة ميلاده الفنية حيث أظهر موهبته الحقيقية أمام الجمهور، بعد أن شارك فيها إلى جانب عدد كبير من الفنانين من جيله، مثل مديحة كامل، محمد صبحي، وأحمد زكي. صورت المسرحية بداية انطلاقته الحقيقية، وترك بصمة واضحة على أدائه التمثيلي ومهارته في الكوميديا، تحت إخراج سعد أردش.
أما مسرحية “مدرسة المشاغبين”، فاعتُبرت واحدة من أنجح الأعمال في تاريخ المسرح العربي، خاصةً عندما شارك فيها بجانب صديقه عادل إمام. كتبها علي سالم وأخرجها جلال الشرقاوي، وحققت نجاحًا كبيرًا عند عرضها عام 1971، وضمّت نخبة من النجوم الذين أصبحوا من كبار الفنانين، مثل أحمد زكي ويونس شلبي. وعلى إثر هذه المسرحية، واصلت شهرة سعيد صالح واستمر في تقديم أعمال متميزة.
ومن بين مسرحياته التي حققت نجاحًا كبيرًا، “العيال كبرت”، التي أعاد من خلالها تقديم شخصيات محبوبة، وشارك فيها مع الفنان أحمد زكي ويونس شلبي. بعد ذلك، قدم مسرحية “كعبلون”، التي تناول فيها قضايا اجتماعية وصراع إنساني، مزج فيها بين الفن والرسالة، مع توظيف موهبته في الغناء والتلحين، وحققت نجاحًا جماهيريًا لافتًا.
وفي عام 2005، أطل سعيد صالح على المسرح مرة أخرى من خلال مسرحية “قاعدين ليه”، التي حققت نجاحًا استثنائيًا، وظل عرضها مستمرًا لسنوات عديدة، مؤكدة على مكانته كرمز على خشبة المسرح. هذه المسرحية كانت آخر أعماله المسرحية، وأظهرت مدى تقديره للفن وحرصه على توصيل رسائله للجمهور بأسلوبه الكوميدي المميز.
تجربته المسرحية ونشأتها
تميزت تجربة سعيد صالح المسرحية بارتباطها القوي بالمجتمع وقضاياه، حيث أبدع الفنان في مناقشة قضايا اجتماعية متنوعة، كما أظهر قدرته على المزج بين الأداء التمثيلي والموسيقية، خاصةً في مسرحية “كعبلون” التي أدارها حسن عبدالسلام وكتب نصها محمد شرشر. شارك في بطولتها مع نخبة من النجوم، وحقق العمل نجاحًا جماهيريًا منقطع النظير.
رحيله وإرثه الفني
رحل سعيد صالح عن عالمنا في الأول من أغسطس عام 2014، بعد مسيرة حافلة تجاوزت الخمسين عامًا، كانت خلالها أعماله وما قدمه من فنون كوميدية وتراجيدية جزءًا لا يتجزأ من ذاكرة الجمهور العربي. رحيله ترك فراغًا كبيرًا في الساحة الفنية، لكنه ترك خلفه إرثًا غنيًا من الأعمال التي ستظل مصدر إلهام وتقدير لدى الأجيال القادمة، وتُخلد ذكراه كواحد من أعظم الفنانين في الوطن العربي.