رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

ابتكار طريقة حديثة لتوصيل لقاح الأنفلونزا عبر أنسجة الأسنان

شارك

توصل باحثون في جامعة ولاية كارولينا الشمالية إلى طريقة جديدة لتوصيل لقاحات الإنفلونزا باستخدام أنسجة تقع بين الأسنان واللثة، تسمى الظهارة الوصلية، بدلاً من الطريقة التقليدية التي تعتمد على الحقن.

وأظهرت الدراسات أن هذا النهج الجديد يحفز إنتاج الأجسام المضادة على السطح المخاطي، وهو البطانة الرطبة لمختلف تجاويف الجسم مثل الأنف والرئتين، مما يعزز قدرة الجسم على مقاومة العدوى بشكل أكبر. وبينت النتائج أن التحفيز من خلال تطبيق اللقاح على الظهارة الوصلية يُنتج استجابة مناعية تفوق تلك الناتجة عن إعطاء اللقاح عبر الفم أو الأنف التقليدي.

طريقة تطبيق اللقاح عبر الظهارة الوصلية

استخدم الباحثون خيط تنظيف أسنان غير مشمع لوضع اللقاح على الظهارة الوصلية، ثم قاموا بتنظيف أسنان الفئران بهذا الخيط، ووجدوا أن هذا الأسلوب فعال في إنتاج استجابة مناعية قوية، مماثلة لتلك التي تمنحها طريقة وضع اللقاح تحت اللسان أو عبر الأنف. كما أن تطبيق اللقاح بهذه الطريقة يؤدي إلى استجابة مناعية على الأسطح المخاطية والجهاز المناعي في الدم.

مزايا وميزات طريقة التوصيل الجديدة

تتميز تقنية التوصيل عبر الظهارة الوصلية بكونها أكثر استقرارًا، إذ يمكن تعبئتها بمادة صلبة لا تتطلب تخزينًا باردًا، وتُستخدم بشكل ذاتي عن طريق خيط تنظيف الأسنان، وهو أمر غير مؤلم ويحظى بقبول أكبر مقارنة بالحقن التقليدي. كما أن هذا الأسلوب يتيح حماية إضافية قبل دخول مسببات الأمراض إلى الجسم، ويفتح آفاقًا واسعة لتطوير لقاحات أخرى باستخدام بروتينات أو فيروسات معطلة أو mRNA.

سلامة وفاعلية الأسلوب

رغم المخاوف المرتبطة بإعطاء اللقاح عبر الأنف، مثل وصول بعض المواد إلى الدماغ، إلا أن هذه التقنية لم تُظهر أي مخاطر من هذا النوع، لأنها تعتمد على تطبيقات موضعية على الظهارة. كما تم اختبار هذا الأسلوب على فئران في تجارب أولية، مع نتائج إيجابية، وأثبتت أن تقنية التنظيف باستخدام الخيط تحقق نفس الفعالية تقريبًا، ويمكن أن تكون وسيلة عملية لتوصيل اللقاح.

تطوير خيط تنظيف الأسنان المخصص للقاح

ابتكر الباحثون خيط تنظيف أسنان بمقبض خاص، مغطى بصبغة فلورية لاختبار مدى ترسيب الصبغة على الأنسجة، وأظهرت النتائج أن حوالي 60% من الصبغة ترسبت في جيب اللثة، ما يشير إلى إمكانية توصيل اللقاح بطريقة عملية وآمنة عبر هذا الخيط. ويتميز هذا المنتج بكونه أكثر استقرارًا، لأنه لا يتطلب تخزينًا باردًا، ويمكن استخدامه يدويًا بسهولة، مع احتمالية قبوله بشكل كبير من قبل الجمهور.

توسعة الدراسة والتوقعات المستقبلية

واصل الباحثون دراساتهم لتقييم فعالية هذا الأسلوب على أنواع أخرى من اللقاحات مثل البروتينات والفيروسات المعطلة وmRNA، مع نتائج تؤكد استجابة قوية في الدم وعلى الأسطح المخاطية. كما أجروا تجارب على متطوعين باستخدام خيط تنظيف مغطى بصبغة الطعام الفلورية، وأكدوا أن تطبيقه على الظهارة يمكن أن يكون وسيلة فعالة لإيصال اللقاحات بشكل غير مؤلم وسهل.

الآثار الجانبية والتحديات المستقبلية

على الرغم من أن النتائج الأولية تشير إلى أن هذا الأسلوب لا يسبب آثارًا جانبية أكبر من الحقن التقليدي، إلا أنه يتطلب المزيد من الدراسات، خاصة على حيوانات أكبر، لتحسين تصميم الجهاز وسهولته في الاستخدام. يتوقع أن يُستخدم هذا النهج في المستقبل داخل المنازل أو في عيادات الأسنان أو الصيدليات، مع الحاجة لتحسين آليات الإنتاج وضمان سلامة الاستخدام للأشخاص من جميع الأعمار، وخصوصًا الرضع والأشخاص الذين يعانون من أمراض اللثة.

مقالات ذات صلة