كشف دراسة حديثة نشرت في مجلة علم الأوبئة وصحة المجتمع أن النوم في أوقات غير منتظمة، حتى مع الحصول على 7 إلى 8 ساعات نوم ليليًا، يزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية بنسبة 26%. تظهر النتائج أن عدم انتظام مواعيد النوم يخل بالتوازن الطبيعي للجسم، كما يسبب الالتهاب وارتفاع ضغط الدم، مما يعزز احتمالية مشاكل القلب والأوعية الدموية. يُحذر الباحثون من أن توقيت النوم يكاد يكون بنفس أهمية النظام الغذائي وممارسة الرياضة عندما يتعلق الأمر بالوقاية من أمراض القلب على المدى الطويل.
أهمية مواعيد النوم وتأثيرها على صحة القلب
تتعلق أهمية تنظيم أوقات النوم بالساعة البيولوجية للجسم التي تنظم وظائف أساسية مثل دورة النوم والاستيقاظ، وإنتاج الهرمونات، وضغط الدم، والتمثيل الغذائي. عندما يتغير موعد النوم بشكل مستمر، يختل هذا الإيقاع، مما يؤدي إلى زيادة الالتهابات، واضطراب التوازن الهرموني، والإجهاد الأيضي، وكل ذلك يرفع من احتمالات ارتفاع ضغط الدم، وتراكم اللويحات في الشرايين، ومقاومة الأنسولين، مما يعرض صحة القلب للخطر بشكل كبير. لذا، يجب الالتزام بمواعيد نوم منتظمة لضمان توازن الجسم وتقليل العبء على الجهاز القلبي الوعائي، ويؤكد الخبراء أن تنظيم مواعيد النوم ربما يكون بنفس أهمية النوم الكافي في حماية القلب.
مخاطر محاولة التعويض عن قلة النوم في عطلة نهاية الأسبوع
تشير نتائج الدراسة أيضًا إلى أن محاولة تعويض قلة النوم خلال عطلة نهاية الأسبوع عبر النوم لساعات أطول لا تعوض الضرر الناتج عن اضطراب جدول النوم اليومي، حيث تثبت الأبحاث أن الساعات الثماني التي يُنعم فيها الفرد في أوقات غير منتظمة لا تؤدي لفوائد صحية، بل قد تلغيها. إذ إن الانتظام في مواعيد النوم مهم جدًا، ولن يوقف الضرر سوى الالتزام بأوقات نوم ثابتة خلال الأسبوع بالكامل.
طرق تحسين انتظام النوم والحفاظ على مواعيده
لا يتطلب تحسين انتظام النوم تغييرات جذرية، بل يمكن الاعتماد على بعض النصائح البسيطة التي تساعد على ضبط مواعيد النوم بشكل منتظم. يجب تحديد وقت ثابت للذهاب للنوم والاستيقاظ، حتى في عطلات نهاية الأسبوع، وتجنب استخدام الشاشات قبل النوم لمدة 30 إلى 60 دقيقة لتقليل التعرض للضوء الأزرق الذي يؤثر على إفراز هرمونات النوم. يُنصح أيضًا بإنشاء روتين مهدئ قبل النوم، مثل القراءة أو التأمل أو أخذ حمام دافئ، مع الحد من تناول الكافيين والوجبات الثقيلة في المساء. كما ينصح بجعل غرفة النوم باردة، مظلمة، وهادئة، ليناسب بيئة نوم مثالية، مما يُسهل على الفرد الالتزام بمواعيده.
