رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

دراسة: عدم الانتظام في مواعيد النوم يزيد من خطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية

شارك

أهمية تنظيم مواعيد النوم وتأثيرها على صحة القلب

تبين دراسة حديثة نشرت في مجلة الأوبئة وصحة المجتمع أن النوم في أوقات غير منتظمة، حتى مع الحصول على 7 إلى 8 ساعات نوم يوميًا، يرفع من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية بنسبة تصل إلى 26%. تشير نتائج البحث إلى أن عدم الالتزام بمواعيد نوم ثابتة يعطل الساعة البيولوجية للجسم، مما يسبب الالتهاب، ارتفاع ضغط الدم، وزيادة احتمالات أمراض القلب والأوعية الدموية. ويؤكد الباحثون أن توقيت النوم يعادل أهمية النظام الغذائي وممارسة الرياضة للحفاظ على صحة القلب على المدى الطويل.

نتائج الدراسة وأسباب أهمية تنظيم مواعيد النوم

شارك في الدراسة أكثر من 72 ألف بالغ تتراوح أعمارهم بين 40 و79 سنة، لم يكن لديهم أي تاريخ من أمراض القلب. استعملوا أجهزة تتبع النشاط لمدة أسبوع لمراقبة أنماط نومهم، واحتُسِبت درجة انتظام النوم لكل شخص على مقياس من 0 إلى 100، حيث تكون الأرقام الأعلى تعني انتظامًا أكبر. أظهرت النتائج أن الأشخاص الذين كانت درجات انتظام نومهم أقل من 72 كانوا أكثر عرضة بنسبة 26% للإصابة بنوبات قلبية مقارنة بالذين كانت أوقات نومهم أكثر استقرارًا. تفسر هذه النتائج بأن اضطراب الساعة البيولوجية الناتج عن النوم غير المنتظم يتسبب في زيادة الالتهابات، اضطراب التوازن الهرموني، والإجهاد الأيضي، مما يرفع من احتمالات ارتفاع ضغط الدم، تراكم اللويحات في الشرايين، مقاومة الأنسولين، وأمراض القلب بشكل عام.

السبب وراء أهمية توقيت النوم لجسمك

يرتكز الأمر على أن الساعة البيولوجية تُنظم وظائف الجسم الأساسية مثل الضغط، إفراز الهرمونات، وعمليات الأيض، والتي تتأثر بشكل كبير بتغير مواعيد النوم باستمرار. يتسبب تغير مواعيد النوم في تعطيل هذا التوازن، مما يؤدي إلى زيادة الالتهابات، اضطرابات في التوازن الهرموني، وزيادة احتمالات الإصابة بمشاكل صحية خطيرة. يؤكد الخبراء أن الحفاظ على مواعيد نوم ثابتة يقلل من الضغط على القلب والأوعية الدموية، ويعزز استقرار الجسم بشكل عام. وحتى مع النوم الكافي، فإن الاختلاف المستمر في مواعيد النوم يعرض الجسم لمخاطر صحية متزايدة مرتبطة بارتفاع ضغط الدم، تطور لويحات في الشرايين، مقاومة الأنسولين، وأمراض القلب أو السكتة الدماغية.

هل يمكن تعويض قلة النوم في عطلات نهاية الأسبوع؟

تشير نتائج الدراسة إلى أن محاولة تعويض قلة النوم خلال عطلات نهاية الأسبوع عبر النوم لساعات أطول لا تفيد، في حال كانت مواعيد النوم غير منتظمة. ففي حالة النوم لفترات أطول في عطلات نهاية الأسبوع بعد أيام العمل، لا يمكن تعويض الضرر الناتج عن اضطراب مواعيد النوم، حيث تكون هذه الساعات غير متوافقة مع إيقاع الساعة الداخلية. لذلك، حتى مع نوم ثماني ساعات في الليلة، فإن الفوائد قد تتضاءل أو تُلغى إذا كانت أوقات النوم غير منتظمة طوال الأسبوع.

طرق لتحسين انتظام النوم وتقليل المخاطر

للحفاظ على مواعيد نوم صحيّة، يُنصح بتحديد وقت ثابت للذهاب إلى النوم والاستيقاظ، حتى في عطلات نهاية الأسبوع، لتثبيت إيقاع الساعة البيولوجية. يُعتبر تقليل تعرض العينين للضوء الأزرق قبل النوم، خاصة من استخدام الشاشات، خطوة مهمة، مع ضرورة إنشاء روتين مهدئ مثل القراءة أو الاستحمام بماء دافئ قبل النوم. كما يُفضل تقليل استهلاك الكافيين والوجبات الثقيلة في المساء، مع توفير بيئة مناسبة للنوم تكون باردة، مظلمة، وهادئة. هذه الإجراءات البسيطة تسهم في تحسين جودة النوم، وتقليل المخاطر الصحية المرتبطة بتغير مواعيده.

مقالات ذات صلة