يُحتفل اليوم الجمعة الأول من أغسطس باليوم العالمي لسرطان الرئة، حيث يُعتقد أن الكثيرين يربطون هذا المرض بالتدخين فقط، نظرًا لارتباطه الأكثر شيوعًا بهذه العادة. ومع ذلك، تشير الأبحاث العلمية إلى أن السرطان يمكن أن يصيب غير المدخنين أيضًا، إذ تتوافر عوامل صامتة وأعراض غالبًا ما تُلاحظ وتتداخل مع الحالة الصحية في مراحل متأخرة من المرض، مما يزيد من صعوبة التشخيص المبكر.
سرطان الرئة.. حقيقة وأرقام
يُعد سرطان الرئة أحد أكثر أنواع السرطان فتكًا على مستوى العالم، حيث يسجل عبر منظمة الصحة العالمية حوالي 1.8 مليون حالة وفاة سنويًا. رغم أن التبغ هو السبب المباشر، إلا أن تقارير بالغة الأهمية تُشير إلى أن من بين الحالات المصابة، بنسبة تتراوح من 10 إلى 20%، يوجد غير المدخنين، ما يعكس ضرورة الانتباه لعوامل أخرى تؤدي للإصابة.
عوامل الخطر غير الظاهرة التي تزيد من احتمالية الإصابة
هناك عدة عوامل غير مرئية قد ترفع من فرص الإصابة بسرطان الرئة، ومنها التعرض المستمر للتدخين السلبي سواء في المنازل أو أماكن العمل، إلى جانب الملوثات البيئية مثل تلوث الهواء الناتج عن عوادم السيارات والانبعاثات الصناعية. كما يُعد غاز الرادون، وهو غاز طبيعي ومرئي غير ذا لون أو رائحة، أحد العوامل التي قد يتسرب إلى المنازل ويزيد من خطر الإصابة. لا ننسى المواد الكيميائية في بيئة العمل، مثل الأسبستوس والمواد المشعة والأتربة الصناعية، فضلاً عن التاريخ العائلي للإصابة بسرطان الرئة أو أنواع أخرى من السرطان، كما أن أمراض الرئة المزمنة كالانسداد الرئوي التليف الرئوي ترفع من احتمالية المرض.
علامات لا ينبغي إهمالها عند الإصابة بسرطان الرئة
في المراحل المبكرة، قد لا يظهر سرطان الرئة أعراض واضحة، لكن مع تزايد تطوره، قد تظهر علامات مثل السعال المزمن الذي لا يختفي، وألم في الصدر يرافقه ضيق في التنفس وفقدان غير مبرر للوزن مع بحة في الصوت. تزيد تلك الأعراض من الحاجة لإجراء الفحوصات المبكرة خاصة عند من يعانون من عوامل الخطر، فالفحوصات يمكن أن تكشف الورم في مراحله الأولى وتزيد من فرص العلاج والنجاة.
الأهمية الكبرى للفحص المبكر
يُشدد الأطباء على ضرورة إجراء فحوصات منتظمة، خاصة للأشخاص المعرضين للخطر، حيث تساعد التصوير المقطعي منخفض الجرعة على اكتشاف الأورام مبكرًا، الأمر الذي يُحسن فرص العلاج ويُعزز احتمالية البقاء على قيد الحياة.
طرق الوقاية من سرطان الرئة
يجب تجنب التدخين والتعرض للتدخين السلبي بشكل كامل، مع الحرص على تنظيف جودة الهواء داخل المنازل، واستخدام أجهزة كشف الرادون في المناطق المعرضة له، وارتداء وسائل الحماية الشخصية عند العمل في أماكن صناعية، لضمان تقليل عوامل الخطر بشكل كبير.
