رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

أطباء أمريكيون يحذرون مؤخراً من مضاعفات الأنفلونزا على الأطفال

شارك

يحذر الأطباء الأمريكيون من أن مواسم الأنفلونزا الشديدة قد تتكرر، مما يؤدي إلى زيادة خطورة الحالة الصحية للأطفال. شهدت السنوات الأخيرة ارتفاعًا في المضاعفات النادرة المرتبطة بالأنفلونزا، وخصوصًا حالة اعتلال الدماغ الناخر الحاد، التي تؤدي إلى تورم مفاجئ في الدماغ وترتبط عادةً بالإصابة بالفيروس. تحدث هذه الحالة عندما يتأثر الجهاز المناعي، ويتطور الأمر إلى أعراض خطيرة، مثل النوبات والتشنجات وغيبوبة، وقد تنتهي بالوفاة في بعض الحالات، خاصة إذا كانت الحالة سريعة وبلغت ذروتها خلال أيام قليلة.

وفيما يخص الأرقام، لوحظ خلال الموسم الأخير زيادة غير معتادة في حالات التهاب الدماغ والنخاع الشوكي الحاد لدى الأطفال، حيث تم توثيق أكثر من 41 حالة، مع وفاة أحد عشر طفلًا منهم خلال أيام قليلة من ظهور الأعراض، وغالبية الأطفال يعانون من مضاعفات دائمة مثل صعوبة المشي والكلام، بالإضافة إلى نوبات مستمرة. وتُعد أسباب الارتفاع في هذه الحالات غير معروفة حتى الآن، لكن التقرير يأتي بعد موسم أنفلونزا قوي، أدى إلى وفات 266 طفلًا بسبب الفيروس، مع تسجيل وفيات خارج موسم الإنفلونزا المعتاد، مما يثير قلق الأطباء.

أهمية لقاح الإنفلونزا للأطفال

يؤكد الأطباء على أهمية التطعيم ضد الإنفلونزا للأطفال، خاصة بعد أن ثبت أن غالبية الأطفال الذين توفوا بسبب أعراض حادة لم يكونوا قد تلقوا اللقاح. فحماية الأطفال من الأنفلونزا ليست مهمة فقط لمنع الإصابة، وإنما أيضًا للحد من المضاعفات التي يمكن أن تتطور إلى حالات صحية خطيرة، خاصة لمن يعانون من حالات صحية أخرى. يُنصح بالحصول على اللقاح سنويًا، حيث يُعد وسيلة فعالة للوقاية من الفيروس، خاصة قبل بداية موسم الإنفلونزا، والذي يكثر فيه الإصابات.

علامات تحذيرية مهمة

تبدأ أعراض التهاب الدماغ والنخاع الشوكي الحاد بشكل مشابه لأعراض الإنفلونزا، حيث يصاب الطفل بحمى تصل إلى حوالي 38 درجة مئوية، مع أعراض مثل التهاب الحلق والسعال والقيء. ومع تقدم الحالة، تبدأ التغيرات في السلوك، ويصبح الطفل نائمًا أكثر من المعتاد، ويعاني من نوبات صرع وضعف عام، ولا يعود إلى حالته الطبيعية، فتفقد قدرته على التفاعل والكلام. إذا لاحظ الأهل تغيرات غير معتادة، خاصة بعد بدء الأعراض، يجب عليهم مراجعة الطبيب على الفور لمراقبة الحالة بشكل دقيق والتدخل المبكر.

بالرغم من أن هذا المرض نادر، إلا أن الاستمرار في تلقي اللقاحات والوعي المبكر بأعراض المضاعفات يساهم بشكل كبير في حماية الأطفال من مخاطرها، بالإضافة إلى أهمية استمرار البحث والتتبع الصحي لمضاعفات الأنفلونزا خلال المواسم الحالية والمقبلة.

مقالات ذات صلة