أطباء أمريكيون يوجهون تحذيرا بشأن مضاعفات الأنفلونزا على الأطفال حديثا

يحذر أطباء أمريكيون من اقتراب موسم أنفلونزا قوي، حيث تزايدت حالات المضاعفات النادرة المرتبطة بالفيروس، خاصة لدى الأطفال. من بين هذه المضاعفات اعتلال الدماغ الناخر الحاد، الذي قد يتسبب في تورم مفاجئ في الدماغ ويؤدي إلى نتائج وخيمة، بما في ذلك الوفاة أو إعاقات دائمة.

تتسبب الأنفلونزا أحيانًا في حدوث هذا المرض الالتهابي بسرعة وبشدة، حيث يعاني الطفل من أعراض تشبه الإنفلونزا ثم يتطور الحالة بشكل سريع، مع ارتفاع خطر الوفاة، خاصة خلال الأيام الأولى. كما أن حوالي ربع المصابين يتعرضون لمضاعفات طويلة الأمد تشمل صعوبة في المشي والأكل، بالإضافة لمشاكل في وظائف الدماغ. ومع أن الأسباب الدقيقة لزيادة حالات الالتهاب غير معروفة، إلا أن تزايد انتشار الفيروسات وضعف معدلات التطعيم قد يلعبان دورًا في ذلك.

تزايد حالات التهاب الدماغ والنخاع الشوكي

شهدت الأشهر الماضية ارتفاعًا غير معتاد في حالات التهاب الدماغ والنخاع الشوكي الحاد بين الأطفال، حيث أبلغ أطباء من عدة مناطق عن زيادة ملحوظة في الحالات. غالبًا ما يكون الأطفال في حوالي سن الخامسة، ويصاب معظمهم بسرعة وبشدة، بعضهم يفارق الحياة في غضون أيام، وغالبية الناجين يعانون من مضاعفات طويلة الأمد. وتعد أسباب زيادة هذه الحالات غير واضحة، خاصة مع موسم إنفلونزا شديد سجل وفاة أكثر من 260 طفلًا بسبب الفيروس، بعضها خارج موسم الانفلونزا المعتاد.

دور التطعيم في الحد من المخاطر

يؤكد الأطباء على أهمية لقاح الإنفلونزا السنوي للأطفال، حيث لم يتلقَّ معظم الأطفال المصابين بالتهاب الدماغ الناخر الحاد التطعيم ضد الإنفلونزا. ويُحذر من أن عدم تلقي اللقاح يزيد من مخاطر الإصابة بالمضاعفات، خاصة للأطفال الذين أصيبوا مسبقًا بـ ANE، مع ضرورة اتخاذ اللقاح حماية إضافية لهم. ويبلغ معدل تطعيم الأطفال في موسم 2023-2024 حوالي 55%، وهو أدنى معدل منذ سنوات، مما يزيد المخاوف من ارتفاع عدد الحالات والأمراض المهددة للحياة.

علامات الإنذار المبكر

تشبه أعراض التهاب الدماغ والنخاع الشوكي الحاد في بدايتها أعراض الإنفلونزا الشائعة، حيث حرارة تصل إلى 38 درجة وأعراض تنفسية كالسعال والتهاب الحلق، مع قيء وإسهال. لكن بعد يومين، يلاحظ الأهل تغيرات في سلوك الطفل، كنوبات الصرع، ضعف، تعب غير معتاد، وتراجع في القدرة على التفاعل أو الكلام. لذلك، من المهم أن يراقب الوالدون أطفالهم، ويأخذوا أي تغير عصبي على محمل الجد ويستشيروا الأطباء مباشرة عند ظهور هذه الأعراض.