رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

مشكلات المسالك البولية عند الأطفال: طرق التشخيص والعلاج

شارك

يواجه جهاز الإخراج البولي لدى الأطفال العديد من التحديات التي تتطلب فهمًا دقيقًا ومراقبة مستمرة. هذه المشاكل قد تكون نتيجة لعدة أسباب، منها الالتهابات، أو التشوهات الخلقية، أو مشاكل في تدريب الطفل على التبول، أو حالات نادرة تتعلق بارتجاع البول. بالتعرف على العلامات المبكرة لهذه الحالات، يمكن للأهل اتخاذ إجراءات وقائية لحماية صحة الطفل من المضاعفات الخطيرة التي قد تؤثر على وظائف الكلى وارتفاع ضغط الدم، الأمر الذي يستدعي اهتمامًا خاصًا.

الأسباب المحتملة لمشاكل الجهاز الإخراج البولي عند الأطفال

تتنوع أسباب اضطرابات الجهاز البولي، تبدأ من الالتهابات البكتيرية التي تعد الأكثر شيوعًا خاصةً في مراحل الطفولة المبكرة. وتوجد أيضًا تشوهات خلقية مثل ضيق الحالب أو وجود صمام خلفي يعيق التبول الطبيعي. يمكن أن يؤدي الإمساك المزمن إلى ضغط المستقيم على المثانة، مما يؤثر على عملية الإفراغ بشكل صحيح. ويُعاني بعض الأطفال من تأخر أو صعوبة في تدريبهم على استخدام الحمام، مما يؤدي إلى عادات تبول خاطئة. كما قد يواجه بعض الأطفال حالات ارتجاع البول، حيث يعود البول من المثانة إلى الحالب أو الكلى، وقد تكون حالة مكتسبة أو خلقة. وأخيرًا، قد يتعرض الطفل لانسداد في مجرى البول، مما يمنع خروج البول بشكل طبيعي سواء كان جزئيًا أو كليًا.

العلامات التي لا يجب تجاهلها

لا تظهر غالبية أعراض مشاكل المسالك البولية بشكل واضح دائمًا، لكن هناك علامات لابد من الانتباه لها. من بينها ارتفاع حرارة الجسم دون سبب واضح، وألم أو حرقان أثناء التبول، مع تكرار أو احتباس التبول وفقدان السيطرة عليه. كما تبرز رائحة البول الكريهة أو القوية، وتغير لونه من غامق أو مصحوب بدم إلى غائم. يمكن أن يلاحظ الآباء تورم البطن أو ألمًا في المنطقة الجانبية وأسفل الظهر. كما تظهر علامات أخرى مثل بطلان الطفل للفراش بعد أن كان متعودًا على الجفاف، وتأخر النمو أو فقدان الشهية، وكلها إشارات تدعو لاستشارة طبيب الأطفال المختص.

طرق الوقاية وحماية الأطفال من المشكلات البولية

تبدأ الوقاية من خلال تعليم الأطفال عادات نظافة شخصية صحيحة، خاصة أثناء تدريبهم على استخدام الحمام. يجب تشجيع الطفل على التبول بانتظام وعدم تأجيل دخول الحمام، وتزويده بكميات كافية من المياه يوميًا لتحفيز الجهاز البولي على التصريف الصحيح. من المهم علاج الإمساك بسرعة إذا ظهر، لأنه يؤثر على وظيفة المثانة، كما أن مراقبة سلوك الطفل أثناء التبول وتجنب العادات السيئة يساهم في الحد من المشكلات. يُنصح أيضًا بمراقبة أي تغيرات في نمط التبول واللجوء للطبيب عند ملاحظة أي علامات غير طبيعية.

طرق التشخيص عند الطبيب

عندما يشتكي الوالدون من أعراض غير معتادة، يستخدم الطبيب فحوصات متنوعة لتحديد سبب المشكلة بدقة. تشمل تلك الفحوصات تحليل البول الكامل، الذي يختبر وجود خلايا الدم البيضاء أو البكتيريا أو الدم في البول. يُجرى أيضًا مزرعة البول لاكتشاف نوع البكتيريا وتحديد المضاد الحيوي المناسب للعلاج. يستخدم الطبيب التصوير بالموجات فوق الصوتية (السونار) لفحص الكليتين والمثانة، ويُجري فحصًا أثناء التبول (VCUG) للكشف عن حالات الارتجاع البولي. وفي بعض الحالات، يحتاج الطبيب إلى إجراء تحاليل دم للتأكد من وجود عدوى تؤثر على الكلى.

طرق العلاج المتبعة

يعتمد العلاج على سبب الحالة وشدتها. ففي حالات الالتهابات البكتيرية، يُستخدم العلاج بالمضادات الحيوية التي تؤخذ عن طريق الفم أو الوريد في الحالات الشديدة. وإذا كان هناك خلل وظيفي في المثانة، فغالبًا يُنصح بأدوية تساعد على إرخاء المثانة أو تنظيم عملية التبول. في حالات التشوهات الخلقية، قد تتطلب عمليات جراحية بسيطة لتصحيح التضيق أو الصمامات، أما الحالات الأكثر تعقيدًا مثل الارتجاع الشديد أو الانسداد الكامل، فتحتاج إلى جراحة أكبر. تتم متابعة الحالة بشكل دوري للتأكد من عدم عودة المشكلة ولرصد أي تأثير طويل الأمد على الكلى.

المتابعة بعد العلاج

حتى بعد زوال الأعراض، تظل المتابعة مع طبيب المسالك البولية ضرورية لضمان استقرار الحالة وعدم ظهور مضاعفات مستقبلية. يُنصح بإجراء فحوصات دورية خاصة إذا كان هناك تاريخ عائلي أو حالات تكررت سابقًا من الالتهابات، وذلك لضمان سلامة وظائف الكلى ونمو الطفل بشكل طبيعي وسليم.

مقالات ذات صلة