يؤثر الإجهاض المتكرر بشكل عميق على الحالة النفسية والجسدية للمرأة، حيث يُعد فقدان الحمل أكثر من مرتين على التوالي من الظواهر التي تترك تأثيرات قد تكون صعبة على المرأة من جميع النواحي. هذه الحالة لا تقتصر على تجربة الأمومة فحسب، بل تؤثر أيضًا على مستقبل خصوبتها وإمكانية حملها مرة أخرى، وأحيانًا على سلامة الحمل القادم.
هل يُشكل الإجهاض المتكرر خطرًا على الحمل مستقبلًا؟
على الرغم من أن تكرار الإجهاض يثير القلق، إلا أنه لا يعني بالضرورة عقم المرأة أو عدم قدرتها على الحمل مستقبلًا. مع تقدم التقنيات في التشخيص والعلاج، أصبح بالإمكان تحديد أسباب المشكلة والعمل على علاجها مما يزيد فرص الحمل الناجح. ومع ذلك، يُطلب من المرأة أن تتوقف وتعيد تقييم حالتها عند تكرار الإجهاض بشكل متكرر، لأن استمرار المشكلة دون علاج قد يؤدي إلى تلف في بطانة الرحم أو اضطرابات مزمنة تؤثر على الحمل بشكل مستقبل، الأمر الذي يتطلب العلاج الفوري للتقليل من هذه المخاطر.
الأسباب المحتملة للإجهاض المتكرر
هناك عدة عوامل قد تتداخل معًا وتؤدي إلى تكرار الإجهاض، من بينها اضطرابات الهرمونات مثل نقص هرمون البروجستيرون أو اضطرابات في وظيفة الغدة الدرقية، بالإضافة إلى التشوهات الخلقية الموجودة في الرحم مثل الحاجز الرحمي أو الالتصاقات الداخلية، وأمراض وراثية يمكن أن يحملها أحد الوالدين وتؤثر على الجنين، فضلاً عن اضطرابات المناعة الذاتية مثل متلازمة الأجسام المضادة للفوسفوليبيد التي تسبب تجلطات دموية في المشيمة. كما تلعب عوامل نمط الحياة، مثل التدخين والسمنة والتوتر المستمر، دورًا هامًا في احتمالية تكرار الإجهاض.
كيف نحدد الأسباب بدقة؟
لتحديد السبب الحقيقي للإجهاض المتكرر، يُنصح بإجراء فحوصات دقيقة تبدأ بتحاليل الدم لقياس مستوى الهرمونات وتجلط الدم، وتختبر جينات الزوجين للكشف عن أي عيوب كروموسومية، بالإضافة إلى استخدام الأشعة بالسونار أو التنظير الرحمي لتفقد بنية الرحم. كما يفضّل تقييم الحالة النفسية وتأثير التوتر على الجسم، فكل هذه الإجراءات تساعد في تحديد السبب الدقيق وتوجيه العلاج بشكل فعال.
هل يمكن الوقاية من الإجهاض المتكرر؟
تبدأ عملية الوقاية من خلال التشخيص الصحيح للحالة، ثم اتباع خطة علاجية متكاملة تشمل دعم الجهاز المناعي، وتعديل نمط الطعام والعادات الصحية، والمتابعة المنتظمة للحمل منذ بدايته. كذلك، يُعد الاستقرار النفسي والدعم العاطفي من العناصر الأساسية التي تساعد المرأة على الحمل بطريقة صحية بعد التعرض للإجهاض، ويجب أن يكون الدعم من قبل المقربين والأهل لضمان توفير بيئة مناسبة للحمل السليم.