توصلت الدراسات الحديثة إلى أن مدة النوم تؤثر بشكل كبير على صحة الإنسان وخطر وفاته. فعندما يقل النوم عن سبع ساعات في الليلة، يكون الشخص أكثر عرضة للوفاة بنسبة 14% خلال فترة الدراسة، بالمقارنة مع من ينامون من سبع إلى ثماني ساعات، وهو ما يتوافق مع نتائج دراسات سابقة حاولت ربط قلة النوم بالمشاكل الصحية.
وبالمقابل، أظهرت الأبحاث أن الأشخاص الذين ينامون أكثر من تسع ساعات بشكل منتظم يكونون أكثر عرضة للوفاة بنسبة تصل إلى 34% مقارنةً بالمعتدلين في النوم، وهو ما يتطابق مع نتائج دراسات استمرت لثلاثين عامًا ووجدت أن النوم المفرط يزيد من خطر الوفاة. كما تربط دراسات أخرى النوم المفرط بمشاكل صحية متعددة، منها الاكتئاب، والألم المزمن، وزيادة الوزن، واضطرابات التمثيل الغذائي، رغم أن علاقة النوم الطويل بالخطر الصحي لا تعني بالضرورة وجود سبب مباشر.
كيف يؤثر النوم الطويل على صحتك
يزيد النوم المفرط من خطر الإصابة بأمراض القلب، حيث يسبب تغيرات في ضغط الدم ومعدل ضربات القلب، وهو ما يمثل عامل خطر مهم للأمراض القلبية، مثل النوبات والسكتات الدماغية. كما قد يؤدي النوم الطويل إلى اضطرابات في المزاج، حيث يلاحظ الأشخاص الذين ينامون كثيرًا انخفاضًا في مستويات الطاقة ودوافعهم، مع شعور بالحزن أو فقدان القيمة الذاتية، وخصوصًا أن أنماط النوم غير المنتظمة تؤثر على التوازن الهرموني وتزيد من احتمالات الإصابة بالاكتئاب.
وإلى جانب ذلك، يمكن أن يسهم النوم المفرط في زيادة الوزن، خاصة إذا تم الاعتياد على نمط حياة خامل مع انخفاض النشاط البدني، حيث تتعطّل عمليات الأيض وتنظيم هرمونات الجوع، مما يسهل زيادة الوزن غير المقصودة. كما أن البقاء لفترات طويلة في السرير يفاقم حالات الألم المزمن، مثل آلام الظهر والتهاب المفاصل، بسبب تصلب المفاصل وإجهاد العضلات، ويرتبط ذلك برفع مستويات الالتهاب في الجسم، والتي تظهر من خلال ارتفاع البروتين التفاعلي-سي.
تأثير النوم المفرط على الدماغ
يؤدي النوم المفرط إلى استبطاء الوظائف الإدراكية، إذ يعاني الأشخاص من ضعف في الذاكرة، وصعوبة في التركيز، وزيادة صعوبة اتخاذ القرارات. مع مرور الوقت، يمكن أن تؤثر هذه الحالة على الإنتاجية، والتعلم، ووضوح التفكير. وأظهرت بحوث حديثة أن النوم الطويل قد يرتبط أيضًا بتغيرات في الدماغ وزيادة احتمالات الإصابة بمرض الزهايمر والخرف، لكن البحث لا يزال جاريًا لضمان فهم كامل لهذه العلاقة.
رغم أهمية النوم للفرد، يظل التوازن هو المفتاح. فالحصول على 7 إلى 9 ساعات نوم منتظمة يعد ضروريًا للحفاظ على صحة جسمك وعقلك، مع تجنب الإفراط أو التقليل الزائد عن الحد. فالنوم الصحي والمتوازن يعزز من جودة حياتك ويتجنب المخاطر الصحيّة المرتبطة بالنوم الطويل جدًا أو القليل جدًا.