نجاح طريقة جديدة لعلاج السرطان بالقضاء على الخلايا الجذعية السرطانية
أشارت دراسة حديثة أجراها باحثون في معهد بول شيرر السويسري إلى أن دمج العلاج المناعي مع العلاج الإشعاعي يُعد من الأساليب الواعدة للقضاء على الخلايا الجذعية السرطانية (CSCs) لسرطان المبيض، ويتفوق على الطرق الحالية المعتمدة كالمعيار الذهبي. فإن هذا النهج يعتمد على توصيل الإشعاع بدقة إلى المستضدات المرتبطة بالسرطان، مما يساهم في تقليل الضرر غير المستهدف وزيادة تركيز العلاج على الورم، وبذلك يُظهر نتائج أكثر فعالية في تدمير الخلايا السرطانية وخصوصًا الخلايا الجذعية التي تلعب دورًا رئيسيًا في مقاومة العلاج وعودة المرض.
وتم الاعتماد في الدراسة على نويدة مشعة جديدة تُعرف باسم التربيوم-161، والتي تتفوق في القضاء على الخلايا الجذعية السرطانية بفضل انبعاثها قصير المدى من الإلكترونات وجسيمات بيتا سالبة، إلى جانب قدرتها على التوليد السريع للموت الخلوي للخلايا السرطانية المبيضية مقارنة بنظيرتها لوتيتيوم-177. كما قام الباحثون بتحديد مؤشرات حيوية خاصة بالخلايا الجذعية السرطانية في عينات من أورام المبيض، وطوروا مركبات مناعية مشعة تحتوي على نظائر 177 لومن و161 تيرا بايت لاستهداف هذه الخلايا، الأمر الذي أدى إلى القضاء على جميع الخلايا الجذعية السرطانية والخلايا السرطانية الأخرى في النموذج التجريبي.
ما هي الخلايا الجذعية السرطانية؟
تعتبر الخلايا الجذعية السرطانية من الخلايا التي تسبب تكوين الأورام، وتتميز بقدرتها على التجدد الذاتي، مما يجعلها أحد أهم العوامل وراء انتكاسة المرض ومقاومته للعلاج. فهي تنتشر بسرعة وتقاوم العلاجات التقليدية، حيث تملك القدرة على البقاء على قيد الحياة بعد المعالجة، مما يعيق الشفاء التام من السرطان. وعلى الرغم من إدراك الأهمية السريرية لاستهدافها، إلا أن تطوير علاجات فعالة لها لا يزال يمثل تحديًا كبيرًا، ويتطلب مزيدًا من البحث والتطوير.
آلية عمل العلاج الجديد
يعتمد هذا العلاج على توصيل الإشعاع بدقة عالية إلى المستضدات الموجودة على سطح الخلايا السرطانية، خصوصًا الخلايا الجذعية، مما يقلل من ضرر الإشعاع على الأنسجة السليمة ويزيد من تراكم الإشعاع داخل الورم. استخدم الباحثون مادة تربيوم-161، التي تطلق جرعات قصيرة الأمد من الإلكترونات وجسيمات بيتا، مما يسمح لها بالوصول بشكل أعمق وفعال إلى الخلايا السرطانية المميتة. تم تصميم مركبات مناعية مشعة تحتوي على نظائر متنوعة، مثل 177 لومن و161 تيرا بايت، لاستهداف النوع المحدد من الخلايا الجذعية السرطانية في سرطان المبيض، مما أدى إلى تدميرها بالكامل، مع تقليل تأثيرها على الأنسجة السليمة، ويُعد هذا التطور خطوة مهمة نحو تطبيق تقنيات العلاج الإشعاعي الموجهة في السرطان بشكل أكثر دقة وفعالية.