يحذر الخبراء من ارتفاع حاد في أعراض التوحد بين الأطفال، خاصة الذين تتراوح أعمارهم بين عامين وتسع سنوات. ويعود ذلك غالبًا إلى الإفراط في استخدام الشاشات وليس إلى أسباب وراثية، مع ملاحظة أن هذا النوع من التوحد، الذي يُطلق عليه “التوحد الافتراضي”، في تزايد مستمر ويحتاج إلى تدخل عاجل وتغيير في النهج العلاجي لمواجهته.
ما هو التوحد الافتراضي؟
يشير التوحد الافتراضي إلى تأخر في النمو وسلوكيات تشابه التوحد، ولكنها غالبًا ناجمة عن قضاء الأطفال وقتًا طويلًا أمام الشاشات مثل التلفزيون والهواتف والأجهزة الإلكترونية، مما يؤثر على مهارات الكلام والتواصل الاجتماعي والانتباه. ويعتقد الأطباء أن تقليل زمن استخدام الشاشات وزيادة التفاعل مع العالم الحقيقي يمكن أن يحسن من حالة الأطفال بشكل ملحوظ.
الفرق بينه وبين اضطراب طيف التوحد
رغم التشابه في الأعراض، إلا أن التوحد الافتراضي يختلف عن اضطراب طيف التوحد (ASD) في أسبابه ونتائجه. فاضطراب طيف التوحد هو حالة عصبية نمائية مستمرة طوال الحياة تؤثر على التواصل والتفاعل، وهي غالبًا وراثية أو ناتجة عن تغيرات في الدماغ. أما التوحد الافتراضي فيعد حالة مؤقتة تظهر نتيجة قلة التفاعل مع العالم الحقيقي، ويمكن تحسينها بتقليل التعرض للشاشات وزيادة التفاعل الحي.
أعراض التوحد الافتراضي
تظهر على الأطفال الذين يتعرضون بشكل مفرط للشاشات علامات مثل تأخر الكلام أو محدودية المفردات، وتجنب الاتصال بالعين، وقصر مدى الاهتمام، وعدم الاستمتاع باللعب مع الآخرين، والانطواء الاجتماعي، وصعوبة فهم أو تنفيذ التعليمات. وغالبًا ما يترافق مع ضعف في المهارات الاجتماعية وزيادة نوبات الغضب وضعف الانتباه.