تشهد حالات الإصابة بداء السكر من النوع الثاني ارتفاعًا ملحوظًا بين فئة الشباب من جيل Z، مما يثير القلق، خاصة مع تزامن ذلك مع ارتفاع معدلات السمنة بين الأطفال. تتأثر صحة الشباب بسبب أنماط حياة غير صحية، حيث يعتمد الكثير منهم على الوجبات السريعة والأطعمة المصنعة، ويقللون من النشاط البدني، مع ارتفاع استهلاك المشروبات السكرية. تؤدي هذه العوامل إلى زيادة خطر الإصابة بالسمنة، وهو ما يساهم بشكل رئيسي في ظهور مرض السكري من النوع الثاني وانتشاره بشكل متزايد بين الشباب.
انتشار السمنة وارتفاع نسبة السكري بين الأطفال والمراهقين
يعاني أكثر من 35 مليون طفل تحت سن الخامسة من الزيادة في الوزن أو السمنة على مستوى العالم، كما يعاني أكثر من 390 مليون طفل ومراهق تتراوح أعمارهم بين 5 و19 عامًا من زيادة الوزن، بينهم 160 مليون يواجهون السمنة، وهو ما جعل ظهور مرض السكري من النوع الثاني بين الشباب ظاهرة متزايدة، حيث كان هذا المرض نادرًا في السابق. وقد ارتفعت حالات الإصابة بين الفئة العمرية 20-39 بنسبة تتجاوز 35%، مع زيادة خطر أمراض القلب بمعدل 120%. تظل عوامل مثل السمنة والتاريخ العائلي من أبرز الأسباب التي ترفع من احتمالية الإصابة بالمرض بين الشباب.
ما يحدث عند تشخيص مرض السكري للأطفال والشباب
عند اكتشاف إصابة الطفل بمرض السكري، تصبح لديه فرصة أكبر للإصابة بمضاعفات صحية خطيرة، تشمل ارتفاع ضغط الدم، مشاكل الكلى، وتأثيرات على الكبد والعينين. كما تتضاعف مخاطر المشاكل الصحية المرتبطة بالسكري مثل اعتلال الشبكية، الوذمة البقعية، إعتام عدسة العين، والتهابات والتقرحات التي تصيب الجلد، بالإضافة إلى تلف الأعصاب وارتفاع احتمالات السكتة الدماغية. إذا لم يُعالج المرض بشكل مناسب، فإن الحالة تتيح للأمراض المزمنة أن تتطور بشكل أكبر وتؤثر على جودة الحياة.
أسباب ارتفاع مرض السكري بين الأجيال الشابة
يُرجع الأطباء سبب زيادة انتشار مرض السكري بين الشباب إلى الجمع بين الاستعداد الوراثي والاضطرابات في أنماط الحياة، خاصة مع اعتماد الشباب على الأطعمة غير الصحية والوجبات السريعة، وقلة ممارسة الأنشطة الرياضية. يترافق ذلك مع استهلاك المشروبات السكرية والاعتماد المفرط على الأطعمة المصنعة، مما يؤدي إلى زيادة الوزن، وبالتالي ارتفاع معدلات الإصابة بالسكري والسمنة. ينجم المرض عن ضعف في إنتاج الجسم للإنسولين أو مقاومته، مما يؤدي إلى تراكم السكر في الدم بكميات عالية.
طرق تقليل خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني
للحد من مخاطر الإصابة بالمرض والسيطرة عليه، من الضروري فقدان الوزن الزائد بصورة تدريجية، مع محاولة تقليل الوزن بنسبة لا تقل عن 5 إلى 7% من الوزن الكلي للجسم، مع زيادة فوائد فقدان الوزن بإجمالي أكبر. يجب ممارسة النشاط البدني بانتظام، حيث يساهم ذلك في خسارة الوزن وخفض مستويات السكر في الدم، إلى جانب تعزيز حساسية الجسم للأنسولين وزيادة اللياقة البدنية. ينصح بممارسة التمارين الرياضية لمدة تتراوح بين مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعيًا، مع التركيز على تدريب القوة والتوازن لتحفيز سرعة النتائج. من المهم أيضًا الالتزام بنظام غذائي صحي، يستند إلى تناول الفواكه والخضراوات غير النشوية، والحبوب الكاملة والبروتينات النباتية، مع تقليل الأطعمة الدهنية العالية السعرات. يُفضل اختيار الدهون غير المشبعة ومصادر الدهون الصحية لحماية الجسم من مشاكل الوزن والأمراض المزمنة، وتحقيق توازن غذائي يساهم في خفض خطر الإصابة بالسكري.