رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

هل نسيت تماما ذكريات الطفولة؟.. فهم ظاهرة فقدان الذاكرة المبكر

شارك

تمتد مرحلة الطفولة المبكرة كجزء أساسي في تشكيل وجدان الإنسان، لكن غالبًا ما تظل غامضة في الذاكرة للكثيرين. مع التقدم في العمر، يعاني بعض البالغين من صعوبة في استعادة تفاصيل ذكرياتهم الأولى، وقد يتكرر هذا بشكل طبيعي ويُعرف علميًا بـ”فقدان الذاكرة الطفولية”.

تطور الدماغ ونسيان الطفولة

يشير تقرير من موقع BetterHelp إلى أن ذاكرة الإنسان طويلة المدى لا تتطور بشكل كامل إلا بعد سنوات من الولادة، حيث يكون الدماغ في فترة بناء الروابط العصبية الأساسية. أثناء هذه المرحلة، قد يكون تخزين الذكريات غير فعال، مما يصعب استرجاعها لاحقًا بسبب ضعف فاعلية الذاكرة في تلك الفترة.

تداخل الصدمات النفسية في فقدان الذكريات

لا يسبب فقط النمو العصبي فقدان الذكريات المبكرة، بل تتداخل أيضًا مشاعر داخلية عميقة تطرأ بسبب تجارب الطفل السلبية أو المؤلمة، مثل الإهمال أو الإساءة، مما يدفع الدماغ لإنشاء آليات دفاعية تتمثل في نسيان تلك التجارب بهدف حماية النفس. ويكون ذلك غير واعي غالبًا، لكنه ضروري لكي يتمكن الطفل من مواصلة النمو بشكل سليم.

هل يمكن استعادة الذكريات المفقودة؟

يمكن استرجاع بعض الذكريات، لكن ذلك يتطلب بيئة آمنة واستعدادًا نفسيًا. تُساعد أدوات مثل مراجعة الصور القديمة، أو الاستماع إلى موسيقى مألوفة، أو استنشاق روائح مرتبطة بالطفولة على استحضار بعض المشاهد المنسية. مع ذلك، يجب عدم الضغط على النفس، لأن العقل يختار الوقت المناسب لفتح تلك الذاكرات وفقًا للتوقيت العاطفي.

متى يصبح نسيان الطفولة علامة على مشكلة؟

رغم أن فقدان الذكريات المبكرة غالبًا يكون طبيعيًا، إلا أن استمرار غيابها لفترات طويلة، أو ترافقه مع شعور دائم بالفراغ، أو القلق، قد يشير إلى اضطراب نفسي أعمق. ويُوصى حينها بمراجعة مختص نفسي لتقييم الحالة والتعامل معها بشكل مناسب. نسيان الطفولة لا يدل بالضرورة على شيء سلبي، لكنه يشكل جزءًا من مسار النمو الطبيعي للعقل، ويبقى سرًا مخفيًا في أعماقنا يُظهر نفسه عند الحاجة أو في الوقت المناسب.

مقالات ذات صلة