يواجه الإنسان في بداية كل يوم تحديات متعددة تتعلق بالعمل والواجبات الشخصية، إضافةً إلى الضغوط النفسية التي تؤثر على حالته المزاجية وطاقته. لذلك، تتضح أهمية الطريقة التي نبدأ بها صباحنا، إذ تساعد على رسم نغمة إيجابية ليومنا، فالبعض يتجه لتناول فنجان قهوة أو الاستماع لموسيقى، لكن هناك أسلوبًا أعمق وأكثر فعالية يتمثل في التوكيدات الصباحية.
ما هي التوكيدات الصباحية وأهميتها؟
التوكيدات الصباحية هي عبارات إيجابية يكررها الشخص لنفسه بهدف تعزيز ثقته بنفسه وتحفيز إيجابيته، مثل قوله: “أنا أستطيع مواجهة كل تحدي اليوم” أو “كل يوم يحمل فرصة جديدة”. تساعد هذه العبارات على بث الثقة وتحفيز العقل على التعامل الإيجابي مع مجريات اليوم، وتعد أداة فعالة لدعم الصحة النفسية وتخفيف التوتر.
دعم العلم لتأثيرها على الصحة النفسية
تشير الدراسات إلى أن التكرار الواعي للتوكيدات الإيجابية يُمكن أن يُغير طريقة تفاعل الدماغ مع التوتر والضغط النفسي، إذ يساهم في تقوية المسارات العصبية المرتبطة بالمشاعر الإيجابية، ويقلل من تأثير الأفكار السلبية على الحالة المزاجية ويعزز الشعور بالثقة بالنفس.
كيف تؤثر التوكيدات على الدماغ؟
يعمل العقل بطريقة متأثرة بالتكرار، خاصة عند توجيهه نحو الإيجابية. فعندما يكرر الإنسان عبارات مثل: “أنا قادر على النجاح”، يبدأ الدماغ بترسيخ هذه الفكرة، وتصبح جزءًا من الصورة الذاتية، مما يعزز الثقة ويقوي القدرة على مواجهة الضغوط والتقلبات المزاجية مع مرور الوقت.
خطوات بسيطة لدمج التوكيدات في روتينك اليومي
للاستفادة من التوكيدات بشكل فعال، من الأفضل جعلها عادة صباحية ثابتة. يمكنك اختيار عبارة مناسبة لحالتك النفسية وتكرارها أثناء أنشطتك الصباحية، مع كتابتها على ورقة أو هاتفك كي تظل أمام عينيك. يفضل أن تكون العبارات بصيغة الحاضر، واقعية، وقابلة للتصديق، مثل: “أنا أستحق السلام” أو “سأؤدي مهامي بثقة وهدوء”.
التوكيدات لا تغني عن العلاج النفسي
رغم فوائدها الكبيرة، فإن التوكيدات ليست بديلاً عن الدعم النفسي المهني. تُستخدم كمساعدة يومية لتعزيز الاستقرار النفسي ودعم الذات، خاصةً للذين يعانون من مستويات متوسطة من التوتر أو القلق. وفي حال استمرت الحالة في الضيق أو تفاقمت، من المهم استشارة مختص نفسي للحصول على العلاج المناسب.