يُعد مرض السكر من الأمراض التي قد تتطور بصمت ودون ظهور أعراض واضحة في البداية، خاصة بين النساء. تصاب بعض النساء بأعراض غير تقليدية تبدو كمتلازمة ما قبل الطمث، وغالبًا ما يتم تجاهلها أو تفسيرها بشكل خاطئ. لذلك، من الضروري التعرف على علامات مرض السكر المبكرة التي قد تظهر بشكل غير واضح، حيث يمكن أن تساعد على اتخاذ الإجراءات اللازمة قبل تفاقم الحالة.
لماذا تظهر أعراض مرض السكر بشكل خفي عند النساء؟
تتسبب التغيرات الهرمونية والاختلالات في توازن الجسم في ظهور أعراض غير مباشرة تتشابه مع مشاكل صحية أخرى. على سبيل المثال، قد تظهر علامات مثل التهابات متكررة، أو تغيرات في الجلد، أو اضطرابات مزاجية تبدو عادية أو مرتبطة بالضغط النفسي، مما يؤدي إلى تأخير التشخيص والتميز بين الحالة الصحية الحقيقية والاعراض الناتجة عن ارتفاع مستويات السكر في الدم.
علامات مبكرة لمرض السكر تظهر غالبًا بشكل خاطئ
تظهر علامات كثيرة قد يُساء فهمها وتفسيرها بشكل خاطئ، ومنها التهابات المهبل، مثل عدوى الخميرة التي تتكرر بشكل متكرر نتيجة لارتفاع مستويات السكر في الدم، حيث تهيئ بيئة مناسبة لنمو الفطريات، وتظل العدوى تظهر حتى بعد العلاج. كما أن التهابات المسالك البولية المتكررة لا تستجيب دائمًا للمضادات الحيوية، وتعد مؤشرًا على ارتفاع السكر، خاصة مع استمرارها وتكرارها.
بالإضافة إلى ذلك، تعاني بعض النساء من جفاف المهبل نتيجة لتغيرات هرمونية يُسببها ارتفاع السكر، مما يقلل الرغبة الجنسية ويؤدي إلى حكة أو تهيج في المنطقة الحساسة. تظهر تغيرات في لون البشرة وشحوب الجلد، مع بقع سميكة داكنة تعرف بالشواك الأسود، والتي تُعد علامة على مقاومة الأنسولين وارتفاع مستوياتها في الجسم.
علامات قد تُفهم خطأً على أنها أمراض أخرى
قد تظهر علامات مثل اضطرابات في الدورة الشهرية، زيادة الوزن، ونمو الشعر غير المرغوب فيه، أو مشاكل في النوم، وتُعتبر أحيانًا أعراضًا لمشاكل صحية أخرى، ولكنها في الحقيقة مرتبطة بارتفاع سكر الدم ومقاومته. اضطراب متلازمة تكيس المبايض هو أحد الحالات المرتبطة بارتفاع السكر، إذ يسبب عدم انتظام الدورة، وزيادة نمو الشعر، وتغيرات في الوزن، ويظل أحيانًا غير مكتشف بشكل صحيح.
تُشعر بعض النساء بإرهاق وتعب غير مبرر، حيث لا تمنح خلايا الجسم الطاقة الكافية رغم ارتفاع مستوى السكر في الدم، مما يسبب شعوراً بالخمول المستمر. كذلك، تؤدي تقلبات المزاج كالاكتئاب أو التوتر أو التهيج إلى اضطرابات نفسية، يُعتقد غالبًا أنها ناتجة عن ضغوط الحياة، بينما تكون فعلاً نتيجة لتغيرات مستوى سكر الدم.
أعراض أخرى تدعو للقلق
يشكو بعض النساء من اضطرابات في الرؤية، حيث تؤدي تقلبات السوائل في العين إلى وضوح مؤقت أو ازدواج يبقى طوال اليوم بعد الأكل، وهو من علامات ارتفاع السكر وتلف الأوعية الدموية في العين إذا استُمر تجاهلها. كما تظهر جروح أو إصابات لا تلتئم بسرعة بسبب تلف الأوعية الدموية وتقليل كفاءة خلايا المناعة.
تُشعر النساء أيضًا بوخز في الأصابع أو اليدين أو القدمين، وهو من العلامات المبكرة لمضاعفات اعتلال الأعصاب التي يسببها ارتفاع نسبة السكر، ويجب الانتباه لها لأنها قد تتفاقم وتؤثر على التوازن والحركة إذا لم تعالج بشكل مناسب.
أهمية الانتباه للأعراض وخطورتها
تجاهل هذه الأعراض قد يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة، مثل أمراض القلب، تلف الأعصاب، مشاكل في الكلى، أو الإصابة بتقرحات لا تلتئم بسرعة. لذلك، من المهم مراجعة الطبيب فور ظهور علامات غير معتادة أو مستمرة، خاصة الالتهابات المزمنة، والتغيرات الجلدية، أو اضطرابات النظر، لإجراء فحوصات وتحاليل دم للكشف المبكر عن مستوى سكر الدم والتدخل المبكر لعلاج الحالة والوقاية من المضاعفات.
