يُعد اسم المهاجم الفلسطيني عدي الدباغ الأكثر تداولًا في سوق الانتقالات المصرية، قبل أيام من انطلاق الموسم الجديد، بعد ارتباطه بالانضمام إلى نادي الزمالك.
تُعطينا رحلة الدباغ الكروية نموذجًا فريدًا في تاريخ الكرة الفلسطينية، فهو أول لاعب من أبناء فلسطين ينجح في احتراف الدوريات الأوروبية الكبرى، على الرغم من أن العديد من اللاعبين الفلسطينيين سبقوه، لكن بعضهم وُلد في دول أخرى أو يحمل جنسيات متعددة، مما أسهل طريق الانتقال إلى أوروبا.
نشأة ومسيرة مبكرة
وُلد عدي الدباغ في حارة السعدية في البلدة القديمة للقدس، وبدأ مشواره كلاعب حارس مرمى، ثم تنوعت مراكز لعبه قبل أن يتم انتدابه إلى فريق هلال القدس وهو في عمر الثانية عشرة، وصرح مدربه خضر عبيد عن تغييره مركزه ليصبح جناحًا أيسر ثم مهاجمًا صريحًا، بهدف قُربه من المرمى أكثر، حيث حاول تقليد المهاجم الهولندي روبن فان بيرسي، وفقًا لمجلة جاكوبين، مع التركيز على إنهائه للهجمات بالرأس بشكل جيد.
الإنجازات والموهبة
نجح الدباغ في حصد لقب دوري الضفة الغربية ثلاث مرات متتالية، وكان هدافًا في إحداها، وقدم مستويات مميزة أظهرت موهبته وإمكاناته العالية، حيث أكد زملاؤه والمدربون على تفوقه التقني والبدني، ووصفه اللاعب التشيلي الفلسطيني روبرتو كيتلون بأنه يمتلك مهارات وصفات فوق بقية زملائه، ويمتلك عقلية تنافسية عالية مع تواضع يساعده على التطور.
التحديات والصمود
واجه عدي خلال مسيرته العديد من الصعوبات، خاصة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، حيث قال: “يواجه الفلسطينيون تحديات جمة بسبب الاحتلال، لكن الإرادة والجهود تُمكن من تحقيق الأهداف والأحلام”. أشار إلى أن كرة القدم تعتبر في فلسطين الرياضة الشعبية الأولى، وتعد مصدر فخر وإلهام للشعب الفلسطيني، وأنه يسعى لفتح الأبواب للاعبين فلسطينيين في أوروبا وإلهامهم للمضي قدمًا.
تجربته الدولية والحياتية
في حوار مع مجلة “سو فوت” الفرنسية عام 2023، تحدث عن معاناة الحصول على تأشيرته للعب في البرتغال، مشيرًا إلى أن إجراءات التأشيرة استغرقت شهرين، وأن التحدي كان كبيرًا مع تشديد السلطات على التحقق من ماضيه، فضلاً عن الصعوبات أثناء السفر عبر نقاط التفتيش الاحتلالية، حيث أكد على أنه صاغ فلسطينيًا عازمًا على تمثيل بلاده بشكل فخور رغم الظروف الصعبة.
الإنجازات مع المنتخب الوطني
حقق عدي الدباغ لقب الهداف التاريخي لمنتخب فلسطين برصيد 16 هدفًا، وأسهم بشكل كبير في نتائج تصفيات آسيا وكأس العالم، ليكون أحد ركائز فريق “الفدائيين”، ويمثّل مصدر فخر لوطنه وشعبه.
مسيرته الاحترافية واقترابه من الزمالك
دخل عدي إلى عالم الاحتراف من بوابة فريق العربي الكويتي، وحقق معه لقب الدوري والحذاء الذهبي بعد تعرضه لكسر في الترقوة وأزمة صحية بفيروس كورونا، قبل أن ينقل تجربته إلى القادسية واليرموك الكويتيين، ثم نقطة التحول مع فريق العربي، حيث أظهر قدرات عالية وأداءً مميزًا، وهو ما لفت أنظار الأندية الأوروبية. بعدها انضم إلى أروكا البرتغالي، ثم لعب مع فريق شارلروا البلجيكي، قبل أن يعار إلى فريق أبردين الإسكتلندي، حيث سجل هدفًا هامًا للوصول إلى نهائي كأس إسكتلندا، وشارك في تتويج الفريق بكأس البطولة بعد غياب طويل، مما عزز من سمعته كلاعب حاسم وموهوب.
تقييم المدربين وإنجازات أوروبية
قال المدرب الكرواتي أنتي ميشا عن عدي: “كان من أفضل المهاجمين الشباب الذين دربتهم. مهاراته، سرعته، وفهمه للعبة، تجعل منه لاعبًا فريدًا، وكنتُ أراه مستقبلًا واعدًا جدًا”. وقد قادته قدراته إلى الانضمام لأندية أوروبية، حيث تألق بشكل لافت مع أبردين الإسكتلندي، وسجل هدفًا حاسمًا في مباراة نهائية، ما عزز من مكانته كلاعب يملك القدرة على التألق في أكبر البطولات الأوروبية.
صفقة الزمالك ومصيره القادم
يُخطط عدي للاقتراب من القاهرة مساء اليوم لإتمام إجراءات انتقاله إلى نادي الزمالك، بعد أن ربطت تقارير محلية بينه وبين النادي منذ فترة. يأتي ذلك بعد تعزيزه للصفوف بعدة لاعبين خلال فترة الانتقالات، مثل أحمد شريف، عمرو ناصر، عبد الحميد معالي، شيكو بانزا، وآدم كايد. من المتوقع أن يُسجل الدباغ حضورًا مميزًا في خط هجوم الفريق، نظرًا لخبراته الدولية ونجاحاته الأوروبية، وسيُقيد كلاعب محلي، ما يمنحه فرصة لضم لاعبين أجانب في حال رحيل أحد المحترفين الأجانب بالفريق.
