يصبح الشخص مدمنًا على استخدام الهاتف عندما يشعر بالقلق أو التوتر عند فراقه أو عدم توفره، إذ يُظهر قابلية عالية لتحويل هذا القلق إلى سلوك إدماني. يستهل يومه بالتحقق من الهاتف فور استيقاظه، قبل أن يبدأ أنشطته الروتينية، مما يعكس ارتباطه غير الصحي بجهازه، ويجعله جزءًا لا يتجزأ من حياته اليومية. يحدث أن يفقد الشخص إحساسه بالوقت عند التمرير المستمر للتطبيقات، حتى يكتشف أن ساعات قد مرت دون أن يلاحظ، وهو مؤشر واضح على الاستخدام المفرط والمشوّش للذاكرة. يظل يفحص هاتفه بلا تنبيهات، وهو سلوك قهري يعكس خوفه من فقدان شيء أو شعوره بالاحتياج المستمر للتحفيز، رغم غياب إشارات ومكالمات. يستخدم الهاتف أثناء تناول الوجبات أو في الاجتماعات الاجتماعية، في حين يفضل التفاعل مع العالم الافتراضي على حساب التفاعلات الواقعية، مما يضعف علاقاته ويجعله بعيدًا عن المحيطين به. يشعر بأحاسيس وهمية كاهتزاز أو رنين غير حقيقي، وهو نتيجة مباشرة للارتباط المفرط بالجهاز، ويعاني من صعوبة التركيز أثناء الدراسة أو العمل حين يحول هاتفه انتباهه، مما يقلل من إنتاجيته ويشتت ذهنه. يستخدم الهاتف غالبًا للهروب من المشاعر السلبية مثل الحزن أو الوحدة، باعتباره وسيلة للتكيف مع الظروف، وهو تصرف يشبه الاعتماد على المخدرات في التخلص من المشاعر غير المرغوب فيها. يظل السهر حتى ساعات متأخرة من الليل لمشاهدة الفيديوهات، مما يؤثر على جودة نومه وصحته العامة. كل هذه العلامات تشير إلى أن تعلقه المفرط بالهاتف يضر بصحته النفسية والجسدية، ويؤثر سلبًا على حياته اليومية وعلاقاته الاجتماعية.