يعمل الأمير هاري على محاولة تقريب المسافة مع والده الملك تشارلز بعد سنوات من الخلاف والتوتر في العائلة المالكة. قد عقدت مؤخراً اجتماعات بين مساعديه وفريق من القصر الملكي في لندن، بهدف محاولة إعادة بناء الثقة وتحسين العلاقات، لكن لم يتم حتى الآن الرد على مكالماته أو محاولاته المستمرة للتواصل، مما يعكس مدى الفجوة العاطفية التي نشأت داخل الأسرة.
حذر الملك وتشاؤم من تكرار الأخطاء القديمة
وصفت الخبيرة الملكية هيلاري فوردويتش، في مقابلة مع قناة فوكس نيوز، حالة الأمير هاري بأنها يأس حقيقي، موضحة أن الملك أصبح أكثر تحفظاً مما كان عليه بسبب ما تعرض له من خيانات وتسريبات عن أسرار العائلة، الأمر الذي جعله يشعر بالصدمة والقلق من زيادة تسرب المعلومات في المستقبل. وتخشى العائلة أن تؤدي مثل هذه التسريبات إلى تعقيد الأمور بشكل أكبر وتؤدي إلى تفكك الروابط العائلية.
عقبة الأمير ويليام أمام المصالحة
توضح المصادر أن الأمير ويليام، ولي العهد، يرفض بشكل قاطع أي محاولة للمصالحة مع هاري، حيث يرى أن عودة أخيه إلى العائلة تمثل خطراً على استقرار المؤسسة الملكية، ويعتبر أن أي تقارب قد يفتح ملفات قديمة ويزعزع الأمان داخل العائلة. يشاركه هذا الرأي فريق من مستشاريه الذين يرون أن محاولة التوفيق قد تؤدي إلى تفاقم الأزمة بدلاً من حلها.
بداية تصاعد الخلافات الملكية
بدأت الخلافات منذ قرار هاري وزوجته ميغان ماركل عام 2020 التخلي عن أدوارهما الملكية والانتقال إلى كاليفورنيا، مما أدى إلى توترات متتالية وصلت إلى إصدار هاري مذكراته “Spare” عام 2023، التي كشف فيها عن تفاصيل شخصية تتعلق بالعائلة، تلتها مقابلات تلفزيونية وفيلم وثائقي عبر نتفليكس أثار الجدل والانتقادات.
مبادرة هاري الجديدة وترتيب اللقاءات
اقترح هاري مشاركة جدول أعماله مع العائلة بشكل علني، حيث عرض أن يتيح لهم معرفة مواعيده الرسمية والخاصة لتفادي التضارب في الاجتماعات، وقدم هذا العرض إلى الأمير ويليام وکیت ميدلتون، رغم التوترات التي سادت العلاقة بينهما. جاء هذا الإعلان بعد حادثة تداخل غير متوقع خلال زيارته لإنغولا، حيث تزامن مع صور عيد ميلاد الملكة كاميلا، الأمر الذي سبب لبساً إعلامياً وأثار استياء القصر.
يسعى هاري الآن إلى تبني أسلوب جديد يركز على حل الخلافات بدلاً من تصعيدها، لكنه أيضا يصر على استقلاليته ويرفض الالتزام الكامل بقواعد المؤسسة الملكية. رغم ذلك، لم تتضح بعد ملامح أي لقاء رسمي أو قريب بينه وبين والده، حيث لم يصدر حتى الآن أي تعليقات واضحة من قبل القصر، وتظل الأبواب مفتوحة لمزيد من الاحتمالات خلال الفترة القادمة.