يُستخدم الهاتف بشكل مفرط من قبل الكثيرين، خاصة الأطفال والمراهقين، مما قد يؤدي إلى حالة تسمى “رهاب عدم استخدام الهاتف”. هذه الحالة لا تقتصر على مجرد استخدام الهاتف بكثرة، بل تؤثر على حياة الفرد اليومية، صحته النفسية وعلاقاته الاجتماعية. فهي مرتبطة بالإدمان على وسائل التواصل الاجتماعي، الألعاب، والتنبيهات المستمرة التي تشجع على إفراز مادة الدوبامين في الدماغ، مما يعزز الرغبة المستمرة في التحقق والانتقال بين المحتوى.
علامات تدل على تعلق غير صحي بالهاتف
من بين العلامات التي قد تشير إلى إدمان الطفل أو الشخص على الهاتف، الشعور بالقلق أو التوتر عندما يكون الهاتف بعيدًا، سواء كان مغلقًا أو في المنزل، فهذه الحالة تعكس نوعًا من أعراض الانسحاب التي تظهر في حالات الإدمان. بالإضافة إلى ذلك، يبدأ الشخص عادةً باستخدام هاتفه فور استيقاظه صباحًا، قبل أن يتناول إفطاره أو ينهض من سريره، مما يدل على أن الهاتف أصبح جزءًا من روتينه اليومي بطريقة غير صحية. ومن العلامات الأخرى فقدان الإحساس بالوقت عند التمرير المستمر على التطبيقات، حيث يظن الشخص أنه يقضي دقائق قليلة، لكنه يكتشف بعد فوات čas أن عدة ساعات مضت.
كما يتكرر التحقق من الهاتف حتى بدون إشعارات، وهو سلوك قهري يرتبط بالرغبة في عدم تفويت شيء، إلى جانب استخدام الهاتف أثناء تناول الطعام أو اللقاءات الاجتماعية، حيث يُعطى التفاعل الرقمي الأولوية على التفاعلات الحقيقية، مما قد يؤثر سلبًا على العلاقات. ويظهر الشعور بالاهتزاز أو الرنين الوهمي، حين يظن الشخص أن هاتفه يهتز أو يرن، ولكنه لا يجد شيئًا عند التحقق. ويُعاني الأشخاص المدمنون من صعوبة التركيز أثناء الدراسة أو العمل لأن رغبتهم في تصفح الهاتف تعيق انتباههم، كما يلجأ البعض للهروب من المشاعر السلبية، كالملل أو الحزن، عبر الهاتف كوسيلة للتكيف، مما يدل على اعتماد عاطفي غير صحي.
تأثيرات أخرى على الصحة والروتين اليومي
السهر حتى وقت متأخر لمشاهدة المحتوى، سواء مقاطع فيديو قصيرة أو طويلة، يجعل الشخص يعاني من نقص النوم ويؤثر على صحته بشكل عام. بالإضافة إلى ذلك، يجد البعض أنفسهم يفتقدون التركيز في الدراسة أو العمل بسبب التشتت المستمر أو الحاجة الملحة للتصفح، الأمر الذي قد يضر بإنتاجيتهم وفاعليتهم. من بين العلامات أيضًا، أن الطفل أو الشخص يستخدم الهاتف بكثرة أثناء التجمعات الاجتماعية أو العشاء، مما يقلل من جودة التفاعلات الحقيقية ويجعل الأولوية للمحتوى الرقمي على حساب العلاقات الواقعية.