رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

يعاني منه 1% من البشر.. ما هو “اضطراب التكيف” وأهم علاماته؟

شارك

اضطراب التكيف هو حالة يصعب فيها على الشخص التعامل مع ضغوطات الحياة والتغيرات التي يمر بها، مثل الانتقال إلى مدينة جديدة أو تغيير الوظيفة. يُظهر هذا الاضطراب صعوبة في التكيف مع مواقف معينة، مما يؤدي أحيانًا إلى اضطرابات في المزاج أو السلوك. يستخدم الأطباء هذا المصطلح لوصف الأشخاص الذين يواجهون صعوبة في التعامل مع مواقف مرهقة أو ظروف مستمرة تسبب لهم الضيق أو الانزعاج.

الأعراض والعلامات

تتمثل أعراض اضطراب التكيف في ظهور استجابات عاطفية أو سلوكية خلال ثلاثة أشهر من تعرض الشخص لعامل ضغط محدد. وتظهر الضائقة بشكل واضح، بحيث تكون غير متناسبة مع شدة العامل المسبب، كما يحدث ضعف كبير في الأداء الاجتماعي أو المهني أو في مجالات أخرى مهمة. ويجب ألا تتجاوز الأعراض ستة أشهر بعد زوال السبب، كما يجب أن لا تتوافق مع أعراض اضطرابات نفسية أخرى كالاكتئاب أو القلق، وأحيانًا تثير الحالة العصبية والقلق والتوتر أو خوف الانفصال.

الأسباب التي تؤدي إلى الاضطراب

يمكن أن يكون سبب اضطراب التكيف مجموعة من المواقف الصعبة أو الأحداث المرهقة، سواء كانت أحداثًا فردية كالانتقال أو الزواج، أو ضغوطًا مستمرة كبدء مشروع جديد أو الانتقال للدراسة. لا يُعرف دائمًا سبب محدد لظهور الحالة، ولكن طريقة تعامل الشخص مع التوتر، إضافة إلى عوامل أخرى مثل التجربة السابقة في الحياة، وظروف الحياة الصعبة، والحالات النفسية المسبقة كالاكتئاب أو القلق، تلعب دورًا هامًا في الإصابة. فالشخص الذي تعرض لضغوط شديدة خلال الطفولة أو يعيش ظروف حياة معقدة يكون أكثر عرضة لهذا الاضطراب.

علاج اضطراب التكيف

يعتمد العلاج على مزيج من الجلسات العلاجية والأدوية، حيث يُعتبر العلاج بالكلام هو الخيار الأساسي والأكثر فاعلية. يركز العلاج على تقديم الدعم العاطفي، وتطوير المهارات اللازمة للتمكن من التعامل مع الضغوط، كما يُعزز استراتيجيات إدارة التوتر والعيش بأسلوب صحي. في حالة وجود اضطرابات مصاحبة مثل الاكتئاب أو القلق، يمكن أن يُوصف تناول الأدوية كمضادات الاكتئاب أو مضادات القلق لفترة قصيرة، ويجب دائمًا استشارة الطبيب قبل التوقف أو تعديل الدواء.

طرق التكيف وتحسين الحالة

عند ملاحظة عدم تحسن الحالة، يمكن اتخاذ خطوات عملية لزيادة القوة النفسية والتعامل بشكل أفضل مع الصعوبات. ينصح بالمشاركة في أنشطة ترفيهية تُخفف التوتر، والعناية الجيدة بالنفس من خلال النوم الكافي وتناول طعام صحي وممارسة الرياضة. يُفيد تبني مهارات التأقلم الصحية، مثل الاستماع للموسيقى أو ممارسة التأمل، وتجنب المهارات غير الصحية التي قد تؤدي إلى مشاكل أكبر، كالإفراط في الأكل أو العزلة. كما يُشجع على طلب الدعم من الأصدقاء والعائلة، والانخراط في حل المشكلات بشكل مباشر، وتجنب تجنب الأمور التي تسبب التوتر. التفاعل مع المواقف الصعبة وتحليلها يساعد على تقليل التوتر ويُعزز من قدرة الشخص على التكيف بشكل أفضل، فاضطراب التكيف ليس دليلاً على ضعف، بل هو جزء من استجابة طبيعية تواجهها معظم الناس في مراحل مختلفة من حياتهم، والتعامل معه بشكل صحيح يساهم في تعزيز الصحة النفسية بشكل عام.

مقالات ذات صلة