ما هو اضطراب التكيف؟
يُعبر عنه بأنه صعوبة في التكيف مع الضغوطات والتحديات الحياتية، مثل الانتقال إلى مدينة جديدة أو ممارسة مهنة جديدة، حيث قد يؤدي ذلك إلى ظهور اضطرابات في المزاج أو السلوك. يُستخدم المصطلح لوصف الأشخاص الذين يواجهون صعوبة في التعامل مع موقف مرهق أو ظروف مستمرة تسبب لهم الضيق والتوتر.
يُعد اضطراب التكيف من أكثر مشاكل الصحة النفسية شيوعًا، ويُشخص غالبًا لدى الأطفال والمراهقين والبالغين. تشير الدراسات إلى أن حوالي 1% من الناس قد يعانون منه في وقت معين، وهو يعكس استجابة غير مناسبة للضغوطالت، ويختلف في شدته وأعراضه باختلاف كل شخص.
أعراض اضطراب التكيف
تتضمن أعراض الاضطراب تطور مشاعر أو سلوكيات سلبية استجابة للعامل المسبب للأزمة، وتظهر خلال ثلاثة شهور من بداية هذا العامل. وتكون الأعراض واضحة وتسبب ضيقًا شديدًا لا يتناسب مع مستوى الحدث أو الموقف، ويمكن أن تؤثر بشكل كبير على الأداء في المجالات الاجتماعية والمهنية أو غيرها. كما يجب أن تتوقف الأعراض خلال ستة أشهر بعد زوال العامل المسبب، وألا تكون ناتجة عن اضطراب نفسي آخر أو حزن طبيعي، وفي بعض الحالات قد يصاحب الاضطراب مشاعر القلق والتوتر، مع العصبية والقلق المرتبط بالانفصال أو المواقف المشابهة.
أسباب اضطراب التكيف
ينجم اضطراب التكيف عن مواقف مختلفة ومتكررة من الضغوط النفسية، سواء كانت أحداثًا فردية مثل تغيير وظيفة أو الانتقال لمدينة جديدة، أو ظروفًا مستمرة مثل بدء مشروع جديد أو الدراسة في جامعة. يفترض أن طريقة تعامل الشخص مع التوتر تلعب دورًا رئيسيًا في الإصابة، فبعض الأشخاص يتكيفون بسهولة أكثر، بينما يعاني الآخرون من الاضطراب تحت نفس الظروف. بالإضافة إلى ذلك، تؤثر عوامل مثل تجارب الحياة السابقة، والضغوط اليومية، والصحة النفسية السابقة مثل الاكتئاب والقلق، على احتمالية الإصابة باضطراب التكيف.
طرق علاج اضطراب التكيف
يجد الكثيرون أن العلاج يساعدهم على تقليل معاناتهم والتعامل بشكل أفضل مع المواقف الصعبة، وغالبًا ما يكون العلاج عبارة عن جلسات كلامية، أو علاج دوائي، أو دمج بين الاثنين. يعتمد العلاج بالكلام على تقديم الدعم النفسي، وتطوير مهارات التأقلم الصحية، وتعلم استراتيجيات التحكم في التوتر، بالإضافة لبناء عادات صحية. أما الأدوية فهي مفيدة لعلاج الاكتئاب أو القلق المرتبطين باضطراب التكيف، وتستخدم بجرعات قصيرة وبعد استشارة الطبيب، مثل مضادات الاكتئاب أو مضادات القلق. من المهم عدم التوقف المفاجئ عن تناول الأدوية أو تعديل جرعاتها دون استشارة طبية.
كيفية التكيف مع صعوبات التكيف
إذا لم يشعر الشخص بتحسن رغم المحاولات، يمكنه الاعتماد على استراتيجيات لتحسين مرونته النفسية، مثل المشاركة في أنشطة ترفيهية تساعد على تقليل التوتر، والعناية بالنفس من خلال النوم الكافي، والنظام الغذائي الصحي، والتمرين البدني المنتظم. كما يُنصح باتباع طرق صحية للتعامل مع التوتر، مثل الاستماع للموسيقى أو ممارسة التأمل، والابتعاد عن المهارات غير الصحية من التأقلم التي قد تؤدي لمشاكل أكبر، مثل الإفراط في الأكل. ويُعتبر الدعم من العائلة والأصدقاء مهمًا جدًا، حيث يعزز الشعور بالأمان ويخفف من الحمل النفسي. كما يُنصح بمعالجة المشكلات الحالية بشكل مباشر، بدلاً من تجنبها، فذلك يقلل من التوتر المستمر ويعزز من القدرة على التكيف مع الظروف الصعبة.
لا يعتبر اضطراب التكيف مؤشر ضعف، بل هو استجابة بشرية طبيعية قد يعاني منها أي شخص في مرحلة معينة. الأهم هو الاعتراف بالمشكلة، والحصول على الدعم المناسب، والعمل على تحسين الحالة النفسية بشكل مستمر.