تشهد زيادة ملحوظة في حالات الإصابة بسرطان الأمعاء، الذي يُطلق عليه أحيانًا سرطان القولون أو المستقيم، ويُعد أحد أكثر أنواع السرطانات انتشارًا حول العالم، خاصة بين الشباب. وتزداد الخطر بسبب إهمال الكثيرين للفوائد الصحية للألياف الغذائية، رغم علمهم بأنها تحسن صحة الجهاز الهضمي. تشير الدراسات إلى أن الكثيرين يجهلون أن زيادة تناول الألياف يمكن أن يُسهم في الوقاية من هذا المرض الخطير. ففي المملكة المتحدة فقط، أقل من 10% من الناس يدركون أنهم بحاجة لاستهلاك حوالي 30 جرامًا من الألياف يوميًا، بينما يعتقد الكثيرون أنهم بحاجة إلى نصف ذلك الأمر، وهو أقل بكثير من التوصيات.
دور الألياف في الحد من سرطان الأمعاء
تبين الأبحاث أن الألياف تعزز من تنظم حركة الأمعاء، مما يقلل من فرصة تعرض المواد المسرطنة للأمعاء ويعمل على صحة ميكروبيوم الأمعاء. كما تُحسّن مستويات السكر في الدم وتُخفض من الكوليسترول، مما يقلل من احتمالات الإصابة بأمراض مزمنة، بما فيها سرطان الأمعاء. تزيد الألياف من حجم البراز وتسهل مروره عبر الجهاز الهضمي بسرعة، مما يقلل من زمن تماس المواد الضارة مع بطانة الأمعاء. تساهم الألياف أيضًا في تغذية البكتيريا المفيدة في الأمعاء، التي تنتج مواد قد تقي من تطور السرطان.
زيادة استهلاك الألياف وأهميتها
يُعتبر قلة تناول الألياف مشكلة شائعة بين الشباب الذين يفضلون الأطعمة المصنعة والوجبات السريعة. لكن من المهم تناول خمسة حصص يوميًا من الفواكه والخضراوات، بالإضافة إلى البقوليات والحبوب الكاملة، بهدف الوصول إلى 30 جرامًا من الألياف يوميًا. من الأطعمة الغنية بالألياف التي يُنصح بتناولها الفراولة، البطاطا الحلوة، الفاصوليا السوداء، واللوز، فهي تساهم بفعالية في حماية الجهاز الهضمي وتقليل خطر الإصابة بسرطان الأمعاء.
ما هو سرطان الأمعاء؟
يبدأ سرطان الأمعاء في القولون أو الأمعاء الغليظة، وهو يتكون من خلايا تنمو بشكل غير طبيعي على البطانة الداخلية للقولون، وقد يتطور من سلائل أو أورام حميدة تُعرف بالسلائل قبل أن تتغير إلى سرطان خبيث. يمكن أن يكتشف الأطباء هذه السلائل قبل أن تتحول إلى مرحلة سرطانية باستخدام فحوصات الكشف المبكر. وإذا لم يتم اكتشافه أو علاجه، قد ينتشر سرطان الأمعاء إلى أجزاء أخرى من الجسم، مما يُصعب العلاج ويزيد من المخاطر.
علامات وأعراض سرطان الأمعاء
تتضمن علامات الإصابة بسرطان الأمعاء ظهور دم في البراز، وتغيرات مستمرة في عادات الأمعاء مثل الإمساك أو الإسهال، وألم في البطن، وانتفاخ المعدة، بالإضافة إلى فقدان الوزن غير المبرر، والقيء في بعض الحالات. من المهم ملاحظة هذه الأعراض ومراجعة الطبيب للكشف المبكر والتشخيص السليم.