يحدث اضطراب التكيف عندما يواجه الشخص صعوبة في التأقلم مع ضغوطات الحياة، سواء كانت انتقال إلى مكان جديد، بدء عمل جديد، أو ظروف مستمرة تسبب له متاعب نفسية أو سلوكية. يُعتبر هذا الاضطراب من أكثر المشاكل النفسية شيوعًا، ويصيب الأطفال، المراهقين، والبالغين، بحوالي 1% منهم قد يعانون منه في وقت ما.
أعراض اضطراب التكيف
تتضمن علامات هذا الاضطراب ظهور أعراض عاطفية أو سلوكية بعد وقوع حدث مرهق، وتبدأ خلال ثلاثة أشهر من التعرض له. تظهر على شكل ضيق نفسي يختلف بمداه عن درجة التوتر الناجم عن الموقف، مع ضعف واضح في الأداء الاجتماعي أو المهني. وتستمر الأعراض لأكثر من ستة أشهر بعد زوال السبب، ولا تتطابق مع حزن طبيعي أو اضطرابات نفسية أخرى، مثل الاكتئاب أو القلق. في بعض الحالات، يكون التوتر مرتبطًا بالقلق، ويعبّر عن نفسه من خلال عصبية وتوتر واضطرابات القلق المرتبطة بالانفصال.
أسباب اضطراب التكيف
تنجم اضطرابات التكيف عن مواقف وتجارب مُرهقة، وقد تكون أحداثًا فردية كالانتقال، فقدان وظيفة، أو زواج، أو عن ظروف مستمرة مثل ضغط العمل أو الدراسة. لا يُعرف دائمًا سبب واضح، لكن طريقة تعامل الشخص مع التوتر مهم، فبعض الأفراد يتأقلم بسرعة بينما يعاني الآخرون. بالإضافة إلى ذلك، تؤثر عوامل مثل تجارب الحياة السابقة، والصعوبات المستمرة، والأمراض النفسية السابقة، مثل الاكتئاب والقلق، على احتمالية الإصابة باضطرابات التكيف.
طرق علاج اضطراب التكيف
يجد الكثيرون أن العلاج النفسي يقلل معاناتهم ويعزز قدرتهم على التعامل مع المواقف الصعبة بشكل أكثر فاعلية، وغالبًا يستند العلاج إلى جلسات علاجية أو أدوية أو مزيج من الاثنين. غالبًا يُنصح بالعلاج بالكلام، حيث يتضمن دعمًا نفسيًا يساعد المريض على تحديد مهارات التأقلم الصحية، وتعلم استراتيجيات لإدارة التوتر وبناء عادات صحية، بالإضافة إلى دعم عاطفي. يمكن استخدام الأدوية لعلاج الاكتئاب أو القلق المرتبط، ولكن يجب أن تُستخدم تحت إشراف الطبيب لضمان فاعليتها وسلامتها.
التكيف مع صعوبات اضطراب التكيف
للتحسين من القدرة على الصمود، ينصح بممارسة أنشطة ترفيهية وتخصيص وقت لها، والاهتمام بالنوم والتغذية الصحية وممارسة الرياضة بانتظام. كما يُفيد تعلم مهارات التأقلم الصحية، مثل الاستماع للموسيقى أو ممارسة التأمل، والابتعاد عن سلوكيات غير صحية مثل الإفراط في الأكل. والتواصل مع الأصدقاء والعائلة لتلقي الدعم الاجتماعي، ومعالجة المشكلات بشكل مباشر بدلاً من تجنبها، يمكن أن يساعد على تقليل مستوى التوتر. في حال لم تتحسن الحالة، يُنصح بالحصول على مساعدة مختصة، إذ أن معظم الناس يمرون بمرحلة من اضطراب التكيف في حياتهم، وما يمرون به ليس دليلاً على ضعف، بل هو جزء من تجارب الحياة التي يمكن معالجتها والتغلب عليها.